أدنى اشتِياقِي أنْ أبِيتَ عَليلا – ابن الخياط
أدنى اشتِياقِي أنْ أبِيتَ عَليلا … وأقلُّ وجدِي أنْ أذُوبَ نحولا
كمْ أكتُمُ الشوقَ المُبرحَ والهوى … وكَفى بدمعِي والسقامِ دليلا
فاليومَ قدْ أمضى الصدودُ تلدُّدِي … وأعادَ حَدَّ تَجَلُّدِي مَفْلُولا
أشْكُو فينصدِعُ الصفا ليَ رقَّة ً … لوْ كانَ يرحَمُ قاتِلٌ مقْتُولا
وأذِلُّ منْ كمدٍ وفرطِ صبابَة ٍ … والحُبُّ ما تركَ العزيزَ ذليلا
يا لَيْتَنِي إذْ خانَ مَنْ أحْبَبْتُهُ … يوماً وجدتُ إلى السُّلُوِّ سَبيلا
ما لِي شُغِلْتُ بِحُبِّ مَنْ لا يَنْثَنِي … كَلِفاً بِغَيرِ مُحِبِّهِ مَشغُولا
ما لِي أرى بردَ الشرابِ مُعرَّضاً … فأُذادُ عَنهُ وَما شَفَيْتُ غَلِيلا
مَنْ مُسعِدِي مَنْ عاذِلِي مَنْ راحِمِي … مَنْ ذا يُعِينُ مُتَيَّماً مَخْبُولا
يا عاذِلِي أرأيتَ مغلُوبَ الحَشا … يَعْصِي الصَّبابة َ أوْ يُطِيعُ عَذُولا
لَوْ كُنْتَ تعْلَمُ ما لَقِيتُ مِنَ الهَوى … لوَجَدْتِني لِلنّائِباتِ حَمُولا
ما لِي عَلى صَرْفِ الحَوادِثِ مُسْعِدٌ … إلاّ رَجاءُ سماحِ إسماعيلا
الماجدُ الغَمْرُ الأبيُّ الأوحَدَ الـ … ـبرُّ الوَفِيُّ الباذِلُ المأمولا
منْ لا يرى أنَّ الجوادَ بمالِهِ … منْ لا يكُونُ على العلاءِ بخيلا
الجاعِلُ الفِعلَ الجَميلَ ذَرِيعَة ً … إبَداً إلى حَمدِ الورى وَوَسِيلا
منْ لا يعُدُّ البحرَ نهلَة َ شارِبٍ … يوماً ولا الخطْبَ الجليلَ جليلا
قَدْ نالَ مِنْ شَرَفِ الفِعالِ ذَخِيرَة ً … تَبْقَى إذا كادَ الزَّمانُ يَزُولا
وکسْتَخْلَصَ الحَمْدَ الجَزِيلَ لِنَفسهِ … فَحْواهُ واتَّخَذَ السَّماحَ خَلِيلا
ما إنْ تراهُ الدَّهْرَ إلاّ قائِلاً … لِلْمَكرُماتِ الباهِراتِ فَعُولا
إنْ سِيلَ عندَ الجُودِ كانَ غمامَة ً … أوْ عُدَّ يَوْمَ البأسِ كانَ قَبِيلا
همماً تَطُولُ بحزمِهِ وعزائِما … بُتْكاً كما اخْتَرَط الكُماة ُ نُصُولا
ومناقباً لا يأْتَلينَ طوالِعاً … أبداً إذا هوَتِ النجومُ أُفُولا
وإلى وَجيهِ الدَّولَة ِ ابنِ رَشيدِها … حمداً كنائِلِهِ الجزِيلِ جِزِيلا
مِنْ مَعْشَرٍ كانُوا لأُمّاتِ العِلى … أبداً فحُولاً أنْجَبَتْ وَبُعُولا
الباهِرينَ فضائِلاً والغامِرِيـ … ـنَ نَوافِلاً والطَّيِّبينَ أصُولا
يکبْنَ المُحَسِّنِ طالَ ما أحْسَنْتِ بِي … كَرَماً يَبِيتُ مِنَ الزَّمانِ مُدِيلا
إنْ كانَ يَقْصُرُ عَنْكَ ثَوْبُ مَدائِحي … فلقدْ يكونُ على سواكَ طَويلا
مَنْ ذَا يَقُومُ بِشُكْرِ ما أوْلَيْتَهُ … حمَّلْتَنِي منّاً عليَّ ثَقيلا
فلأشكرنكَ ما تَغنّى تائقٌ … طَرِبٌ وما دَعَتِ الحمامُ هدِيلا
ولأمنحنَّكَ منْ ثنائِي مقولاً … ما كانَ قبلكَ في الزمانِ مَقُولا
لا تَسْقِنِي إلاّ بِكَفِّكَ إنَّما … خيرُ السَّحائِبِ ما يَبِيتُ هَمُولا
قَدْ آمَنَتْكَ المَكْرُماتُ الغُرُّ أنْ … أُمْسِي لِغَيرِكَ عافِياً وَنَزِيلا
حاشا لنائِلِكَ الذي عودْتَني … منْ أنْ أرى لكَ مُشْبِهاً ومثيلا
هَبْ لِي نَصِيباً مِنْ شَمائِلَكَ الَّتِي … لَوْ كُنَّ مَشْروباً لكنَّ شَمُولا
وکسْلَمْ على الأيّامِ تَكْبِتُ حاسِداً … وتُذِلُّ أعداءً وتَبلُغُ سُولا