أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً – أبو تمام
أحيا حشاشة َ قلبٍ كانَ مخلوساً … ورمَّ بالصبرِ عقلاً كانَ مألوسا
سَرَى رِدَاءَ الهَوَى في حِينِ جِدَّتِهِ … واهاً لهُ منهُ مسروراً وملبوسا
لو تَشْهَدِينَ أُقاسِي الدَّمْعَ مُنْهَمِراً … واللَّيْلَ مُرْتَتِجَ الأبوابِ مَطْمُوسَا
إستنبتَ القلبُ منْ لوعاته شجراً … منَ الهمومِ فأجنتهُ الوساويسا
أهْلَ الفَرادِيسِ لَمْ أُعْدِدْ لِذِكْركُمُ … إلا رَعَى وَسَقَى اللَّه الفَرادِيسَا
إذْ لا نعطلُ منها منظراً أنقاً … ومربعاً بمها اللذاتِ مأنوسا
قَدْ قُلْتُ لمَّا اطلَخَمَّ الأَمْرُ وانْبَعَثَتْ … عَشواءُ تَالِية ً غُبْساً دَهارِيسَا
لي حرمة ٌ بكَ أمسى حقُّ نازلها … وَقْفاً عليكِ فدَتكَ النَّفْسُ مَحْبُوسَا
كمْ دعوة ٍ لي إذا مكروهة ٌ نزلتْ … واسْتَفْحَلَ الْخَطْبُ يا عَيَّاشُ ياعِيسَى
للَّهِ أفعَالُ عَيَّاشٍ وشِيمَتُهُ … يَزدْنَهُ كَرَماً إنْ سَاسَ أو سيسَا
ما شاهدَ اللبسَ إلاَّ كانَ متضحاً … ولانَأَى الحَقَّ إلا كانَ مَلْبُوسَا
فاضتْ سحائبُ منْ نعمائهِ فطمتْ … نُعْمَاهُ بالبُؤْسِ حتَّى اجتثَّتِ البُوسَا
يحرسنَ بالبذلِ عرضاً ما يزالُ من ال … آفاتِ بالنفحاتِ الغرِّ محروسا
فرعٌ سما في سماءِ العزِّ متخذاً … أصلاً ثوى في قرارِ المجدِ مغروسا
لَيْثٌ تَرَى كُلَّ يَوْمٍ تَحْتَ كَلْكَلِهِ … لَيْثاً من الإنْسِ جَهْمَ الوَجْهِ مَفْرُوسَا
أهيسُ أليسُ مشاءٌ إلى هممٍ … تُغَرقُ العيس في آذِيها الليسَا
نافسَ أهلَ العلى فاحتازَ عقلهمُ … مِنْهُمْ فأصبَحَ مُعْطَى الْحَق مَنْفُوسَا
تجري السعودُ لهُ في كلِّ نائبة ٍ … نابتْ وإنْ كانَ يومُ البأسِ منحوساِّ
لهُ لواءُ ندى ً ما هزَّ عاملهُ … إلا أرَاكَ لِواءَ البُخْلِ مَنكُوسَا
مقابلٌ في بني الأذواءِ منصبهُ … عيصاً فعيصاً وقدموساً فقدموسا
الوَارِدينَ حِيَاضَ المَوْتِ مُتْأَقة ً … ثباً ثباً وكراديساً كراديسا
والمانِعينَ حِياضَ المَجْدِ إنْ دُهِمَتْ … مَنعَ الضَّراغِمِ آجَاماً وعِريسَا
نَمَوْكَ قِنْعاسَ دَهْرٍ حينَ يَحْزُبُه … أَمْر يُشابه آباءً قَناعيسَا
وقدموا منكَ إْنْ همْ خاطبوا ذرباً … وَرَادَسُوا حَضْرَمِيّ الصَّخْرِ رِديسَا
أشمُ أصيدُ تكوي الصيدَ غرتهُ … كيّاً وأشْوَسُ يُعْشِي الأعيُنَ الشَّوسَا
شامتْ بروقكَ آمالي بمصرَ ولو … أصبحَتَ بالطُّوسِ لم اسْتبعِدِ الطُّوسَا