أحبُّ المهرجانَ لأنَّ فيهِ – ابن الرومي

أحبُّ المهرجانَ لأنَّ فيهِ … سروراً للملوكِ ذوي السناءِ

وباباً للمصير إلى أوانٍ … تُفَّتح فيه أبوابُ السماءِ

أشبِّهه إذا أفضَى حَميداً … بإفضاء المَصيف إلى الشتاءِ

رجاءَ مؤمِّليك إذا تناهَى … بهم بعد البلاءِ إلى الرخاء

فَمَهرِجْ فيه تحت ظلالِ عيشٍ … ممدَّدة ٍ على عيشٍ فضاء

أخا نِعَمٍ تتمُّ بلا فناءٍ … إذا كانالتمامُ أخا الفناء

يزيد الله فيها كلَّ يومٍ … فلا تنفكُّ دائمة النَّماء

ويصُحبك الإلهُ على الأعادي … مساعدة المقادر والقضاء

شهدتلقد لهوتوأنت عفٌّ … مصون الدينمبذول العطاء

تغنتك القيان فما تغنت … سوى محمول مدحك من غناء

وأحسَنُ ماتغناك المغنِّي … غناءٌ صاغَهُ لك من ثناء

كملت فلست أسألُ فيك شيئاً … يزيدُكه المليكُ سوى البقاء

وبعدُفإنَّ عذري في قصوري … عن الباب المحجب ذي البهاء

حدوث حوادث منها حريق … تحَّيف ماجمعتُ من الثراء

فلم أسأل له خلفاً ولكن … دعوت اللَّهَ مجتهد الدعاء

ليجعله فداءك إن رآه … فداءكأيها الغالي الفداء

وأما قبل ذاك فلم يكن لي … قرار في الصباح ولا المساء

أعاني ضيعة مازلت منها … بحمد اللَّه قدْما في عَناء

فرأيَك مُنعماً بالصفح عني … فما لي غير صفحك من عَزاء

ولا تعتِبْ عليّ فداك أهلي … فتُضعِف ما لقيت من البلاء