أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا – كشاجم

أحبابُنَا بقلوبِنَا شطّوا … وتحكَّموا في ذاكَ واشتطّوا

أمَّا تَرَحُّلُهُمْ فأعقلُهُ … خبراً فأينَ تراهُمْ حَطْوا

سارُوا ولَمْ أعلمْ بسيرِهِمُ … حتّى رأيتُ جِمَالَهُمْ تمطَو

وَغَدَتْ بهم تخطوا وأحسبَهُا … أسفاً على أكبادِهَا تخطُو

كَمْ في هوادجهِنَّ مِنْ قَمَرٍ … يَعْدُو على الأَلبابِ أَو يَسْطو

ومقَّبلٍ تبدو مَضَاحِكُهُ … فكأنَّما يبدو لها سِمْطُ

ومرجّلٍ بالمسكِ يعبقُ من … ريّاه حينَ يمسُّهُ المشْطُ

ومثقّلِ الأَردافِ يَثْقُلُ عن … أردافِهِ ونهودِهِ المِرْطُ

وتضمّنَتْ أستارُها لُعَباً … بيضاً زَهَاهَا الخَلْقُ لا الخَرْطُ

فيهنَّ آنسة ٌ كَلفْتُ بها … كالظبية ِ الأَدماءِ إذْ تعطُو

تُلوى أَنامِلُهَا على حَرَجٍ … ويحثُّها أطرافها السّبْطُ

كالطّفلِ إِلاَّ أَنَّهُ رجلٌ … تصبو إلى نغمَاته الشمطُ

ضِدَّانِ منثورٌ وملتقطٌ … فترحلوا وتَنَزّلَ الوَخْطُ

أخذوا العزاءَ وزوّدُوكَ أسًى … شتّانَ ما أَخذوا وما أعطوا

ومذكّراتِ الريّ هنّ لنا … في المعتنين كلامكَ شرطُ

فسقى ديارَهُمُ محلّلة َ الأ … خلافِ ليس يحلّها رَبْطُ

لي من أبي بكرٍ أخٌ ثِقة ٌ … لم أسَتِربْ بإخائِه قَطُّ

مَاحَالَ في قربٍ ولا بعدٍ … سِيَّانِ فيهِ الثوبُ والشّطُّ

جسمانِ والروحانِ واحدة ٌ … كالنقطتينِ حواهما خَطُّ

فإذا افتقَرْتُ فلي به جدَة ٌ … وإذا اغتربتُ فلي بهِ رَهطُ

ذاكِرْهُ اَو حَاوِلْهُ مختبراً … تَرَ مِنْهُ بحراً ما لهُ شَطُّ

في نعمة ٍ منه جليتُ بها … لا الشَّنْفُ يبلُغُها ولا القُرْطُ

وَبِبَدْلَة ٍ بيضاءَ ضافية ٍ … مثلِ الملاءَة ِ حَاكَها القُبْطُ

متذلّلُ مغنَاهُ متمّمة ٌ … ونتاجُ مغنى غيرِه سَقْطُ

وجنانُ آدابٍ مثمرة ٌ … ما شَانَهَا أَثْلٌ ولا خَمْطُ

وتواضُعٌ يزدادُ فيهِ عُلاً … والحَرُّ يعلُوا حينَ ينحَطُّ

وإذا امرؤٌ شيبَتْ خلائِقٌهٌ … غدراً فما في وُدّهِ خَلْطُ