أجيرة َ قَلبي، إن تَدانَوْا، وإن شَطُّوا – أسامة بن منقذ

أجيرة َ قَلبي، إن تَدانَوْا، وإن شَطُّوا … ومُنَيَة َ نَفسى ، أنْصَفُوني أو اشْتَطُّوا

عصَيْتُ اللَّواحِي فيكُمُ، وأطعتُمُ … مقَالَهُمُ، ما هكذا في الهَوى الشرْطُ

ولو عَلمُوا مقدارَ حَظِّي منكُمُ … وهمّي بكم زال التّنافُسُ والغَبْطُ

إذا كانَ حظّي منكُمُ في دنُوِّكُم … صدود وهجر فالتداني هو الشحط

فيا قلب مهلاً لا ترع إن قربهم … إذا هَجروا، مثلُ الَّتنائِي إذا شَطُّوا

هواهم هوى ً لا البعد يبلي جديده … لدَيْنا، ولا عَالِيه بالهجر يَنْحطُّ

أحبهم حبي الحياة محبة ً … جرت في دمي والروح فهي لها خلط

لهم من فؤادي موضع السر والهوى … فمحض هواهم في سويدائه وخط

يُعللُني شَوقى ِ بَزْورِة طَيفهم … وَجَيْبُ الدُّجَى عن واضح الصبح منحَطُّ

وطرفي يراعي النجم حيران مثله … إلى أن دَعَاهُ في مغَارِبِه الهَبْطُ

عجبت له كيف اهتدى لرحالنا … وكم للوى من دون تعريسنا سقط

وكيف فرى عرض الفلا من يؤوده … ويَبهُرهُ في جانِب الخدرِ أن يَخْطو

فلما استفاض الفجر كالبحر وانبرت … نُجومُ الدُّجى فيه تَغورُ، وتَنْغَطَّ

أسفت على زور أتاني به الكرى … وما زارني مذ كان مستيقظاً قط

إذا مَاسَ خلتُ المسَّ غَال عقولَنا … وخامرها من سورة الوجد إسفنط

يَقولُون: خُوطٌ، أو قَناة ٌ قويمة ٌ … وما قده ما ينبت البان والخط

شبيهة أم الخشف جيداً ومقلة ً … بجِيدك تزدانُ القلائدُ والقُرطُ

تروض جو جبته وتضوعبت … ربى ً مسها مما تسربلته مرط

حكى وجهُكِ الشمسَ المُنيرة َ في الضُّحَى … ولونَ الدَّياجِى شَعرُكِ الفاحمُ السَّبطُ

فتكت بَبتَّاك الحُسامِ، إذا هَوَى … على مفرد ثناه في المعرك القط

وما خلت آساد الشرى إذ تبهنست … فرائس غزلان الصريمة إذ تعطو

فيا عجباً من فاتر الطرف فاتن … سطا بكمي لم يزل في الوغى يسطو

فأرَداهُ فردُ الحُسن فرداً، وإنَّه … ليرهُبه من رَهط قَاتِلهِ الرَّهطُ

أيَا ساكِنى مصرٍ، رضَانَا لِبُعدِكُم … عن العيش والأيام لا تبعدوا سخط

إذا عن ذكراكم ظللت كأنني … غَريقُ بحارٍ ما للُجَّتِها شَطُّ

وألزم كفي صدع قلب أطاره … جوَى الشوقِ، لولاَ أن تداركُه الضَّبطُ

فهل لي إليكم أو لكم بعد بعدكم … إياب فقد طال التفرق والشط

أراكم على بعد الديار بناظر … لكل فراق من مدامعه قسط

إذا عاينَ التَّوديعَ أرسَل لُؤلؤاً … من الدمع لم يجمع فرائده اللقط

وما شفه إلا نوى من يوده … وفرقة ألاف هي الميتة العبط

فراق أتى لم تخبر الطير كونه … ولاَ رَفَعُوا فيه الحُدوج ولا حَطُّوا

تلقته مني سلطة وصريمة … ومن لِي أنِّي بَعدَ وشْكِ النَّوَى سَلْطُ

وما كنت أدري أن للشوق زفرة ً … تزيد كما ينمي ويضطرم السقط

برغمى أن تمسي وتصبح دونكم … فَيافٍ، لأَيدي الجُردفي وْعرِهَا لَغْطُ

وأن تنزلوا دار القطيعة والقلى … وجيرانكم بعد الكرام بها القبط