أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ – سبط ابن التعاويذي

أتجزَعُ للفِراقِ وهمْ جِوارُ … فَكَيْفَ إذَا نَأَتْ بِهِمُ کلدِّيَارُ

ورُحتَ وفي الهوادجِ منكَ قلبٌ … يَسيرُ مَعَ کلرَّكَائِبِ حَيْثُ سَارُوا

وَقُطِّعَتِ کلْمَوَاثِقُ مِنْ سُلَيْمَى … وشَطَّ بها وجِيرَتَها المَزارُ

وأضحَتْ لا يزورُ لها خيالٌ … عَلَى نَهْيِ کلْمُحِبِّ وَلاَ يُزَارُ

فَيا لِلَّهِ مَا تَنْفَكُّ صَباً … يِشُوقُكَ منزِلٌ أَقْوى ودارُ

تَحِنُّ إذَا بَدَا بِکلْغَوْرِ وَهْناً … وَمِيضٌ أَوْ أَضَاءَتْ مِنْهُ نَارُ

سَقَى کللَّهُ کلْعَقِيقَ وَإنْ شَجَتْنِي … صَباباتٌ إليهِ وادِّكارُ

ففي عُقُداتِ ذاكَ الرمْلِ ظَبْيٌ … نَفُورٌ ما أَنِسْتَ به نوَارُ

يصيدُ ولا يُصادُ ومُقلَتاهُ … تُصيبُ ولا يُصابُ لديهِ ثارُ

لَهُ خَصْرٌ يَجُولُ کلْحُقْبُ فِيهِ … وَأَرْدَافٌ يَضِيقُ بِهَا کلإزَارُ

فلا عطْفٌ لديهِ ولا وِصالٌ … ولا جلَدٌ لديَّ ولا اصطِبارُ

فيا لَمياءُ مَن لقتيلِ شَوقٍ … مُطاحٍ في الهوى دمُهُ جَبَارُ

وداءٍ لا يُصابُ له دواءٌ … وعانٍ لا يُفَكُّ له إسارُ

أَمِيلُ إذَا کدَّكَرْتُ هَوًى وَشَوْقاً … كَمَا مَالَتْ بِشَارِبِهَا کلْعُقَارُ

وأطرَبُ والمَشُوقُ له انتِشاءٌ … إذَا ذُكِرَتْ لَيَالِيهِ کلْقِصَارُ

وَلاَئِمَة ٍ تَعِيبُ عَلَيَّ فَقْرِي … إلَيْكَ فَمَا لِبَاسُ کلْفَقْرِ عَارُ

وَمَا أَنَا مَنْ يُرَوِّعُهُ کغْتِرَابٌ … ولا يَعْتاقُهُ وطنٌ ودارُ

ولكنّي أعُدُّ لها الليالي … وعندَ بلوغِها تحلو الثمارُ

وَلَسْتُ عَلَى کلْخَصَاصَة ِ مُسْتَكِيناً … فيُعطيني لدى اليُسرِ اليَسارُ

عَرَفْتُ کلدَّهْرَ عِرْفَاناً تَسَاوَى … بِهِ عِنْدِي ثَرَاءٌ وَکفْتِقَارُ

أَمَا لِحَوَامِلِ کلآمَالِ عِنْدِي … نِتاجٌ وهْيَ مُثقَلة ٌ عِشَارُ

وما للبدرِ ما يبدو لعَيني … مَطالعُهُ لقدْ طالَ السِّرارُ

أَمَا مَلَّتْ مَرَابِطَهَا کلْمَذَاكِي … أَمَا سَئِمَتْ حَمَائِلَهَا کلشِّفَارُ

أَمَا ظَمِئَتْ فَتَسْتَسْقِي بَنَانِي … رِقَاقُ کلْبِيضِ وَکلأَسَلُ کلْحِرَارُ

إذَا لَمْ تَبْغِ مَجْداً فِي شَبَابٍ … أتطلبُهُ وقدْ شابَ العِذارُ

علامَ تأسُّفي إذْ حُمَّ بَينٌ … ولا قُربٌ يَسُرُّ ولا جَوَارُ

عَلَى أَنِّي وَإنْ جَرَّدْتُ عَزْماً … وقلباً لا يُراعُ فيُسْتَطارُ

وَجُبْتُ کلأَرْضَ تَلْفُظُنِي کلْمَرَامِي … وتُنكِرُني السَّباسِبُ والقِفارُ