أتت تفتر عن زهر الأقاح – الهبل
أتت تفتر عن زهر الأقاح … بيوت منك عطرت النواحي
حياض تلك قل لي أم رياض … أجادت صقلها أيدي الرياح
ألذ جنى من العسل المصفى … وأحلى من معانقة الملاح
أتتني من مليك العصر حقا … وسيد أهل حي على الفلاح
صفي الدين نخبة آل طه … وواسط عقد أرباب السماح
ونجل السابقين إلى المعالي … وأندى العالمين بطون راح
وأسد الحرب إذ لا غاب إلا … سيوف الهند أو سمر الرماح
أتتني فانثنيت بها غراما … أهيم من المساء إلى الصباح
فسرت عن فؤادي كل هم … ودام بها ابتهاجي وانشراحي
ولكن ضمنت منه عتابا … بلا ذنب أتيت ولا اجتراح
رويدك سيدي لا تلح ظلما … فلي عذر أرد به اللواحي
فلم يك في السراج إذا لعمري … جرى ذاك التخاصم والتلاحي
وما أنا والسراج وأنت شمس … بك الأرجاء تشرق والنواحي
ولكني بليت بخصم سوء … خسيس الأصل ذي وجه وقاح
سفيه لا يرد لسانه في … ميادين السفاهة عن جماح
يظل يهين أعراض البرايا … فكم عرض لديه مستباح
ولما أن رأينا الأمر يفضي … إلى أشياء معضلة قباح
بذلت النفس دون الصحب حبا … لصونهم وسعيا في الصلاح
وقمت أذب عنهم ثم كيلا … يكون الجد عاقبة المزاح
فهل أخطا محبك بعد هذا … وهل فيما أتاه من جناح