أبهج بحسنك يا سماء وحبذا – جبران خليل جبران
أبهج بحسنك يا سماء وحبذا … هذي النجوم وهذه الأقمار
أنضر بنبتك يا جنان وحبذا … هذي الغصون وهذه الأزهار
اليوم باهرة المعاني والحلى … تجلى وقد قرت بها الأبصار
إفلين في ثوب العروس شبيهة … بمليكة إكليلها النوار
ودثارها الوضاح فوق بياضها … غزل الأشعة صيغ فهو دثار
تهفو القلوب إلى مواقع لحظها … فتصيب منه وإنه لنثار
هيفاء إن خطرت فربت قامة … راعت وما راع القنا الخطار
لجبينها صبح يطل ذكاؤها … فتهل من إصباحها أنوار
فإذا انجلت بعد التقنع شمسه … تمت إضاءته وكان نهار
في لفظها الشهد الذي تشتاره … أسماعنا والسمع قد يشتار
هي بالكمال فريدة يزهى بها … عقد اللدات ودره مختار
زفت إلى شهم لبيب فاضل … ينميه من خير الأصول نجار
هو نعمة الله الذي آدابه … وعلومه شهدت بها الأسفار
عالي المقام على حداثة سنه … والقيمة الأعمال لا الأعمار
عاش العروسان اللذان تعاهدا … عهدا ستذكر يومه الأزها