‰ الأراجيز ‰يقولُ راجي الصَّمدِ – ابن معصوم المدني

‰ الأراجيز ‰يقولُ راجي الصَّمدِ … عليٌّ ابنِ أحمدِ

حمداً لمن هَداني … بالنُّطق والبَيانِ

وأشرفُ الصَّلاة ِ … من واهب الصلات

على النبي الهادي … وآله الأمجادِ

وبعد فالكلام … لحسنِه أقسامُ

والقول ذو فنون … في الجد والمجون

وروضة الأريض … السجع والقريض

والشعرُ ديوانُ العربْ … وكم أنالَ من أرَبْ

فانسل إذا رمت الأدب … إليه من كلِّ حَدَبْ

رواية ُ الأشعارِ … تكسو الأديب العاري

وترفع الوضيعا … وتكرمُ الشَّفِيعا

وتُنجحُ المآربا … وتصلح المواربا

وتطرب الإخوانا … وتذهب الأحزانا

وتُنعشُ العُشَّاقا … وتؤنس المشتاقا

وتنسخ الأحقادا … وتثبت الودادا

وتقدم الجبانا … وتَعطِف الغَضبانا

وتَنَعت الحبيبا … والرشأ الرَّبِيبا

وخيرُه ما أطربا … مُستمِعاً وأعجَبا

… في فنها وجيزه

بديعة ُ الألفاظِ … تسهل للحفاظ

تطرب كل سامع … بحسن لفظٍ جامع

أبياتها قصور … ما شانها قصور

ضمَّنتُها معاني … في عِشرة الإخوانِ

تشرح للألباب … محاسنَ الأدابِ

فإنَّ حسنَ العِشرَة … ما حاز قومٌ عُشْرَه

وأكثرُ الإخوانِ … في العصر والأوانِ

صحبتهم نفاق … ما زانها وفاق

يَلقى الخليلُ خلَّه … إذا أتى محلَّه

بظاهرٍ مُمَوَّهِ … وباطنٍ مشوه

يُظهرُ من صداقتِه … ما هو فوقَ طاقتِه

والقلب منه خالي … كفارغِ المخالي

حتى إذا ما انصرفا … أعرض عن ذاك الصفا

وإن يكن ثم حسد … أنشب إنشاب الأسد

في عِرضِه مخالبَه … مستقصياً مثالبه

مجتهداً في غيبته … لم يرعَ حقَّ غَيبتِه

فهذه صحبة ُ مَن … تَراه في هذا الزَّمنْ

فلا تكنْ مُعتمدا … على صديقٍ أبدا

وإن أطقت ألاَّ … تصحبَ منهم خِلاَّ

فإنَّك الموفَّقُ … بل السعيد المطلق

وإن قصدتَ الصُّحبَه … فخذ لها في الأهبه

واحرِصْ على آدابها … تعد من أربابها

واستنب عن شروطها … توقَّ مِن مَسخوطها

وإن أردت علمها … وحدَّها ورَسْمَها

فاستمله من رجزي … هذا البديعِ الموجَزِ

فإنه كفيل … بشرحه حفيل

فصلته فصولا … تقرب الوصولا

لمنهج الآداب … في صحبة الأصحاب

تَهدي جميع الصَّحب … إلى الطَّريق الرَّحبِ

سمَّيتُه إذ أطربا … بنظمه وأغْرَبا

بنغمة الأغاني … في عِشْرة الإخوانِ

والله ربي أسأل … وهو الكريم المفضل

إلهامِيَ الأمدادا … ومنحي السدادا