يُمثِّلُ لي نَهجَ الصّراطِ بوعدِه – ابن سهل الأندلسي

يُمثِّلُ لي نَهجَ الصّراطِ بوعدِه … رَشاً جَنّة ُ الفِردوسِ في طيّ بُردهِ

تغصُّ بمرآهُ النجومُ وربما … تموتُ غصونُ الروضِ غماً بقدهِ

علقتُ ببدرِ السعدِ أو نلتُ ذا الذي … تُؤمِّلُ مِنه مُهجتي بعضَ سَعدِه

حكى لحظُه في السُّقمِ جسميَ واغتدى … لنا ثالثاً في ذاك ميثاقُ عهدهِ

و أركبني طرفَ الهوى غنجُ طرفهِ … و أشرقني بالدمعِ إشراقُ خده

وأغرى فؤادي بالأسى روضُ آسِه … وأورَدني ماءَ الرَّدى غَضُّ وَردِه

يُعارِضُ قلبي بالخُفوقِ وِشاحُه … و يحكي امتدادَْ زفرتي ليلُ صده

وما المِسكُ خالٍ من هوى خالِه وإن … غدا المسكُ منه مستهاماً بنده

فما وَجدُ أعرابيّة ٍ بانَ دارُها … فحَنّتْ إلى بانِ الحِجازِ ورَندِه

إذا آنَسَتْ رَكْباً تَكفّلَ شوقُها … بنار قراه والدموعُ بورده

وإن أُوقِدَ المِصباحُ ظَنّتهُ بارِقاً … يُحَيّي فهَشّت للسّلامِ ورَدّه

بأعظمَ من وجدي بموسى وإنما … يرى أنني أذنبتُ ذنباً بوده

أنا السائِلُ المِسكينُ قَد جاء يبتغِي … جواباً ولَوْ كان الجوابُ برَدّه

مُحِبٌّ يرى في الموتِ أُمنِيّة ً عسى … تخفُّ على موسى زيارة ُ لحده