يوم – محمود درويش

منذ الظهيرة، كان وجه الأفق

مثل جبينك الوهميّ ،يغطس في الضباب

و الظلّ يجمد في الشوارع

مثل وقفتك الأخيرة عند بابي

و خطاك تعبر، في مكان ما، كهمس في اغترابي

يا أيّها اليوم المسافر في الرمال

أتكن لي بعض المودة؟

الظل يسند جبهتي

و الأفق يشرب من نبيذ الشمس

ما شربت يدي،

في ذات يوم،

من ضفائر شعرك المشدود في جرح الغد

و الظل يشربني كما شربت عيونك

ضوء آخر موعد

يا أول الليل الذي اشتعلت يداه برتقال

أتكنّ لي بعض المودّة؟؟

الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي

و أنا و أنت مسافران.. و لا جئان، أنا و أنت

ماذا تسر لك الكوكب؟.. إنها من دون بيت؟

لا تسمعيها

كان فحم الليل يرسمها على تمثال صمت

و أنا و أنت ،أنا و أنت

شفتا حنين كان ملح الانتظار طعامنا

و صداك صوتي

و الباب يغلق مرة أخرى، ووجهك ليس يأتي

يا ليل، يا فرس الظلال..

أتكن لي بعض المودّة؟؟