يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي – مصطفى صادق الرافعي
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي … وما بنفسي إلا لوعةُ الياسِ
وينظرُ القلبَ مجروحاً بناظرهِ … ولا يرقُ لقلبي قلبهُ القاسي
جُرحُ الحسامِ لهُ آسٍ يطببهُ … ولستُ ألقى لجرحِ اللّحظِ من آسِ
فإن يكُ الحبُّ أن أحيا بلا أملٍ … فقد قطعتُ من الآمالِ أمراسي
وإن يكن مثلي العشاقُ قد هجروا … فأينَ ميلُ قلوبُ الناسِ للناسِ
وأينَ ذو كبدٍ يرثي لذي كبدٍ … كأنما أنضجوها فوقَ أقباسِ
إني لأنظرُ أجناساً منوعةً … وكم يضيعُ جنسٌ بينَ أجناسِ
وقد أراني في قومٍ أولي كسلٍ … كأنما انتفضوا من تحتِ أرماسِ
فبعضهمْ بينَ اخفافِ الهوانِ هوى … وبعضهمْ ضلَّ بينَ الكاسِ والطاسِ
لو كانَ منهمْ كليبٌ يومَ نكبتهِ … لعافَ طعنَ كليبٍ رمحُ جساسِ