يشقى بريبِ زمانها الأحرارُ – ابن سهل الأندلسي
يشقى بريبِ زمانها الأحرارُ … هل للزّمانِ لَدَى المكارم ثارُ
سُوقُ الرَّدى ما زالَ يكسِدُ عندها … حسبٌ وتنفقُ فضة ٌ ونضارُ
دنياكَ دارٌ لمْ تزلْ تبنى بها … نوبُ الخطوبِ وتهدمُ الأعمارُ
تَبْغي القصاصَ بمن فقدتَ من الردى … جُرْحُ الرَّدى عِنْدَ النفوسِ جبَارُ
نَضَتِ المنيّة ُ عَنْهُ ثَوْبَ حَياتِهِ … هَا إنّما ثَوْبُ الحياة ِ مُعَارُ
لهفي لَقَدْ قامَتْ قيامة ُ مُهْجَتي … إذ كورتْ منْ شمسها أنوارُ
و غدا نهاري من توحشِ فقدهِ … ليلاً ، وليلي بالسهادِ نهارُ
أمسيتُ في الدنيا فريداً بعدهُ … فكأنما عمرانها إقفارُ
و محتْ جميلَ الصبرِ مني عبرة ٌ … خُطَّتْ بِهَا في صَفْحَتي آثَارُ
يا لَيْتَني في عيشتي شاطَرْتُهُ … لَوْ كانَ لي عِنْدَ القضاءِ خِيارُ
يا لَيْتَني قاسَمْتُهُ ألَمَ الرَّدى … لوْ كان يرضى قسمتي المقدارُ
أوْ ليتَني ساكنتُهُ في لحدِهِ … فَيَضُمّنا تَحْتَ الترابِ جِوَارُ
حسبُ المنايا أنْ تفوتَ بمثلهِ … قُطباً عَلَيْهِ للعلاءِ مَدارُ
يهني الثّرى أنْ صَارَ فِيهِ لحدُهُ … فَبِلَحْدِهِ شَرَفٌ لَهُ وفَخارُ
حازَ الثّراءَ بدرّة ٍ مِنْ جِسمِهِ … إذ أغرقتْ بالنوء منهُ بحارهُ
قدْ كانَ رأسُ الملكِ منهُ متوجاً … و بمعصمِ العلياءِ منهُ سوارُ
إنَّ الرياسة َ بعدهُ لكئيبة ٌ … ما إن يَقرُّ بها الغَداة َ قَرارُ
ولّى وسارَ المَجْدُ تَحْتَ مسيرِه … وَلِسَيْفِهِ وَلجَفْنِهِ اسْتعبارُ
هَلْ نافِعٌ قَوْلي أبا العبّاسِ لا … تبعدْ وبعدكَ ليسَ فيهِ مزارُ
عوجلتَ ………….. … ……………