يزوِّرُ عنْ حسناءَ زورة َ خائفٍ – مهيار الديلمي
يزوِّرُ عنْ حسناءَ زورة َ خائفٍ … تعرُّضُ طيفٍ آخرَ اللّيلِ طائفِ
فأشبهها لمْ تغدُ مسكا لناشقٍ … كما عوَّدتَ ولا رحيقاً لراشفِ
قصيَّة ُ دارٍ قرَّبَ النَّومُ شخصها … ومانعة ٌ أهدتْ سلامَ مساعفِ
ألينُ وتغرى بلإباءِ كأنَّما … تبرُّ بهجراني أليَّة َ حالفِ
وبالغورِ للنَّاسينَ عهدي منزلٌ … حنانيكَ منْ شاتٍ لديهِ وصائفِ
أغالطُ فيهِ سائلاً لا جهالة ً … فأسألُ عنهُ وهوَ بادي المعارفِ
ويعذلني في الدَّارِ صحبي كأنَّي … على عرصاتِ الحبِّ أوَّلُ واقفِ
خليليَّ إنْ حالتْ ولمْ أرضَ بيننا … طوالُ الفيافي أو عراضُ التنائفِ
فلا زرَّ ذاكَ السجفُ إلاَّ لكاشفٍ … ولا تمَّ ذاكَ البدرُ إلاَّ لكاشفِ
فإنْ خفتما شوقي فسوفَ تأمنانهِ … بخاتلة ٍ بينَ القنا والمخاوفِ
بصفراءِ لو حلَّتْ قديماً لشاربٍ … لضنَّتْ فما حلَّتْ فتاة ً لقاطفِ
يطوفُ بها منْ آلِ كسرى مقرطقٌ … يحدثُ عنها منْ ملوكِ الطَّوائفِ
سقى الحسنُ حمراءَ السُّلافة ِ خدَّهُ … فأنبعَ نبتاً أخضراً في السَّوائفِ
وأحلفُ أنَّى شعشعتْ لي بكفِّهِ … سلوتُ سوى همٍّ لقلبي محالفِ
عصيتُ على الأيَّامِ أنْ ينتزعنهُ … بنهني عذولٍ أو خداعَ ملاطفِ
جوى ً كلما استخفى ليخمدَ هاجهُ … سنا بارقٍ منْ أرضِ كوفانَ خاطفِ
يذكرني مثوى عليَّ كأنَّني … سمعتُ بذاكَ الرزءُ صيحة َ هاتفِ
ركبتُ القوافي ردفَ شوقي مطيَّة ً … تخبُّ بجاري دمعيَ المترادفَ
إلى غاية ٍ منْ مدحهِ إنْ بلغتها … هزأتُ بأذيالِ الرِّياحِ العواصفِ
وما أنا منْ تلكَ المفازة ِ مدركٌ … بنفسي لو عرَّضتها للمتالفِ
ولكنْ تؤدي الشَّهدُ إصبعُ ذائقٍ … وتعلقُ ريحُ المسكِ راحة ُ دائفِ
بنفسي منْ كانتْ معَ اللهِ نفسهُ … إذا قلَّ يومَ الحقِّ منْ لمْ يحازفِ
إذا ما عزوا ديناً فآخرُ عابدٍ … وإنْ قسموا دنيا فأوَّلُ عائفِ
كفى يومَ بدرٍ شاهدا وهوازن … لمستأخرينَ عنهما ومزاحفِ
وخيبرُ ذاتُ البابِ وهي ثقيلة ُ ال … مرامِ على أيدي لخطوبِ الخفائفِ
أبا حسنٍ إنْ أنكروا الحقَّ واضحاً … على أنَّهُ واللهِ إنكارُ عارفِ
فإلاَّ سعى للبينِ أخمصُ بازلٍ … وإلاّ سمتَ للنَّعلِ إصبعُ خاصفِ
وإلاَّ كما كنتَ ابنَ عمٍّ ووالياً … وصهراً وصنواً كانَ منْ لمْ يقارفِ
أخصَّكَ للتفضيلِ إلاَّ لعلمهِ … بعجزهمْ عنْ بعضِ تلكَ المواقفِ
نوى الغدرُ أقوامٌ فخانوكَ بعدهُ … وما آنفٌ في الغدرِ إلاَّ كسالفِ
وهبهمْ سفاهاً صحّحوا فيكَ قولهُ … فهلْ دفعوا ما عندهُ في المصاحفِ
سلامٌ على الإسلامِ بعدكَ إنَّهمْ … يسومونهُ بالجورِ خطَّة َ خاسفِ
وجدَّدها بالطُّفِّ بابنكَ عصبة ٌ … أباحوا لذاكَ القرفَ حكَّة َ قارفِ
يعزُّ على محمّدِ بابنِ بنتهِ … صبيبُ دمٍ منْ بينِ جنبيكَ واكفِ
أجازوكَ حقّاً في الخلافة ِ غادروا … جوامعَ منهُ في رقابِ الخلائفِ
أيا عاطشاً في مصرعٍ لو شهدتهُ … سقيتكَ فيهِ منْ دموعي الذَّوارفِ
سقى غلَّتي بحر بقبكَ إنَّني … على غيرِ إلمامٍ بهِ غيرُ آسفِ
وأهدي إليهِ الزَّائرونَ تحيَّتي … لأشرفَ إنْ عيني لهُ لمْ تشارفِ
وعادوا فذرُّوا بينَ جنبيَّ تربة ٌ … شفائيَ ممَّا استحقبوا في المخاوفِ
أسرَّ لمنْ والاكَ حبَّ موافقٍ … وأبدي لمنْ عاداكَ سبَّ مخالفِ
دعيٌّ سعى سعيَ الأسودِ وقدْ مشى … سواهُ إليها أمسِ مشيَ الخوالفِ
وأغرى بكَ الحسَّادَ أنَّكَ لمْ تكنْ … على صنمٍ فيما روهُ بعاكفِ
وكنتَ حصانِ الجيبِ منْ يدِ غامرٍ … كذاكَ حصانَ العرضِ منْ فمِ قاذفِ
وما نسبٌ ما بينَ جنبيَّ تالدٌ … بغالبِ ودٍّ بينَ جنبيَّ طارفِ
وكمْ حاسدٍ لي ودَّ لو لمْ يعشْ ولمْ … أنابلهُ في تأبينكم وأسايفِ
تصرَّفتُ في مدحيكمُ فتركتهُ … يعضُّ على الكفِّ عضَّ الصوارفِ
هواكمُ هوَ الدُّنيا وأعلمُ أنَّهُ … يبيِّضُ يومَ الحشرِ سودَ الصَّحائفِ