يا ليت شعري هل تدرين موضعنا – إبراهيم اليازجي

يا ليت شعري هل تدرين موضعنا … وهل لديك رجال أهل ارصاد

وهل رأوا ركبنا النوري منطلقاً … في ليلهم بين تصويب واصعاد

وهل أقاموا لنا مثل الذي رفعت … آباؤنا لك من تكريم عباد

فذي هياكلك الشماء قد شخصت … هاماتها في الذرى أمثال أطواد

رأوك للحسن معبوداً وما وهموا … فالحسن معبود عشاق وزهاد

لعل للأرض هذا الحظ عندكم … وأنها لو علمتم دار افساد

وعلك اليوم خلو من مفاسدها … وأن نكن قد خلقنا خلق انداد

أنت الفتية لا تدرين مفسدة … أين المفاسد من أخلاق أولاد

ضل الجميع وتاهوا في غوايتهم … فما أهتدى حاضر منهم ولا باد

وأصبح الزور مرفوع اللواء بهم … وقائل الحق موصوفاً بالحاد

قام الخصام بما لا يعلمون له … كنها ولم تره أبصار أشهاد

شغب تفاقم في الأجيال واضطرمت … به العداوة دهراً بين أكباد

أما كفاكم بني الإنسان شقوتكم … وأنكم للمنايا جد وراد

وما تعانون من جهد الحياة وقد … أمست كوقر ثقيل فوق اكتاد

ومن تقلب أطوار الزمان بكم … كإنما هو حرباء بأعواد

ومن مراغمة الأقدار طاردة … لكم كتيار يم حول طراد

ومن مزاولة الأرزاق بغيتها … تزاحمون بأقدام واعضاد

ومن مكابدة الأدواء ساطية … ومن نوازل لا تحصى بتعداد

فما لكم تسعدون الدهر بعضكم … لكيد بعض به يا شر اسعاد

وإنما أرضنا دار السلام لمن … يبغي السلام ودار الحرب للفادي

وكلنا فوقها رهن الزوال فلا … أضل بعد الكفى من سعي مزداد