يا دار هند – إبراهيم ناجي
غرامكِ لي معبدٌ طاهرٌ … دعائمُهُ شُيِّدتْ من ولوعي
تعهدتُ محرابَه بالوفاء … وأوقدتُ فيه الهوى من شموعي
جوانبُه من دموعيَ قامتْ … وأضلعُه بُنِيتْ من ضلوعي
ومن ذا رأى هيكلاً في الوجودِ … يُقام على عمدٍ من دموعِ؟
…
إني لأقنع من ظلالِ أحبّتي … بحنان أحتٍ أو بكفّ مسلّمِ
وبجلسةٍ طابت لديّ بغرفة … حملت عبيرَ الغائب المتوسّمِ
يا أخت هندٍ خبّريها أنني … صبٌ يعيش بمهجة المتألمِ
صبٌ سئمتُ من الحياةِ بدونِها … أنا لا أحبُّ إذا أنا لم أسأمِ
ومضى النهارُ ولا نهارَ لأنهُ … يمتدُّ عندي كالفراغ المظلمِ
…
يا دار هندٍ إن أذنتِ تكلَّمي … يا دارها عيشي لهندٍ وأسلمي
فدمي الفداءُ لحبّ هندٍ وحدها … وأنا المقصِّرُ إن بذلت لها دمي
ولقد حلفت لها ودمعي شاهدٌ … إني فنيتُ علمتِ أم لم تعلمي