يا باذلَ العُرفِ لأَعدائِه – ابن الرومي

يا باذلَ العُرفِ لأَعدائِه … مُذ كان فضلاً عن أوِدّائِهِ

ويا أخا الجودِ وخُلْصانَهُ … لكُلِّ ما يشفيه من دائهِ

جاء البنفسُ الرَّطبُ فامْنُنْ به … ما دام مَطلولاً بأندائِهِ

قد جادتِ الأرضُ بإنباتِهِ … فجُدْ لنا أنت بإهدائهِ

ولا تكن أَبخلَ من طينة ٍ … تُبديه في إبّانِ إبدائه

ما الأرضُ أولى من فتى ماجد … بفعلِ معروفٍ وإسدائه

والحُرُّ لا يقطعُ في حالة … عاداتِ جدواهُ وإجدائه

ولا أياديهِ بمقْفُوَّة ٍ … بَيْضاؤُهُ منه بسودائه

ولا عطاياهُ بمتْلُوَّة ٍ … منها الهنيئاتُ بنَكْدائه

ما حَقُّ من أسلف تأميلَهُ … مثلك أن يُجزى بإكْدائه