يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ – ابن الرومي
يارجلاً أوفى على كلُّ رجلْ … يامَنْ متى تقصرُ الناسُ بَطلْ
يامَنْ غدا يسلك في أهدى السُّبل … ياذا الأيادي والسحابات الهُطل
مابالُنا نُجْفَى على رُخْصِ الرُّسلْ … عندكم وما شُغلتم بشُغلُ
لابأسَ إن كان صفاءٌ لم يَحُل … حاشاكمُ غدرَ بني الدنيا المُلُل
أنَّى تزولون ونحن لم نَزُل … كيف يكونُ النقصُ أوْلى بالكُمُلْ
وبهجة ُ الزينة ِ أوْلى بالعُطلْ … أو ينكُلُ الماضونَ أو يمضي النُّكل
أو يغفلُ الأذكونَ أو يذكو الغُفل … أقسمتُ لاتفعل إلا ماجَمُل
وكُنتُم قِدْماً بني وَهب فُعُل … كلَّ فعالٍ لا يراه مَنْ نَذُل
بل مَنْ علتْ رتبتُه ومَنْ نبل … لم يأتكُم من دُبرٍ ولاقُبل
ولاعن الأيمانِ منكمْ والشُّمل … ولامِنَ العُلو ولامما سفُل
لومٌ ولالؤمٌ ولستُم بالعُجُل … ولالنُعْمَى عن وليّ بالنُّقل
ولاعلى الضارعِ بالأُسد البُسُل … لكم عن الحاسرِ أظفارٌ كُلُل
لاتعرفُ البغي وأنيابٌ فلُلُ … إنك إن ناقشتني ولم تؤُل
إلى مُساهاة ِ المساميح البُذُل … وملتَ عنّي وعدلتَ في العدل
وضعتُ خدّي ضارعاً ولم أصُل … ولم أُهزهزْ حَربتي ولم أجلْ
حرْبُك لا يشهدُها المرءُ الفُضُل … لاسيما مَنْ دقَّ جداً وضؤُل
بل مَنْ علتْه دِرْعُه ومن جَزُل … وماجِمالي للفراق بالذُّلل
بل هي عن ذاك وثيقاتُ العُقُل … وعن سبيلِ عاندٍ عنك ضُلُل
وهي إذا أمَّتك أطلاقٌ ذمُل … نوازعٌ لا يتَّرعِنَ للجُدُل
فأينَ لي عنكَ فأقلني أو فقل … حمّلتني ماليس في وسعِ البُزُل
نهضٌ به ولم أخُن ولم أغل … لاهَوْلَ إن صَدُّكَ عني لم يهُل
تلك التي تُبدي المشيبَ في القُذُل … سُمْ مثل ماقد سُمتني من لم تَعُل
ولاتُناقش من له فيكَ أُكل … واعفُ ودع لؤمَ القرى لمن رذُل
قد كان عندي طيّباً من النُّزل … ذاك التحفّي فأعِدْهُ إنْ سَهُلْ
بل في المعالي حملُهُ وإِنْ ثَقُلْ … وليس أخلاقُكَ بالجُنْد الخُذُلْ
المستعينين بها ولا الجُهل … لا تجعلنّي عِظة مثلَ الفُتل
تُضيءُ للناسِ وهم فوق المُثَل … محترقاتٌ للمفاريح الجُذل
أيُّ امرىء ٍ وازنتَهُ فلم يَشُلْ … قُلنا ولو نصبرُ عنكمْ لم تقُل