ياابنَ زيدونَ ، مرحبا – أحمد شوقي
ياابنَ زيدونَ ، مرحبا … قد أطلتَ التغيُّبا
إن ديوانَكَ الذي … ظلَّ سرًّ محجبَّا ،
يشتكي اليتيم درُّه … ويقاسي التَّغرُّبا. . .
. . . صار في كل بلدة ٍ … للأَلِبَّاءِ مَطْلبا
جاءنا كاملٌ به … عربيًّا مهذَّبا
تجدُ النَّصَّ معجبا … وترى الشَّرح أعجبا
أنتَ في القول كلِّه … أَجْملُ الناسِ مَذهبا
بأبي أنتَ هيكلاً … مِن فنونٍ مُركَّبا
شاعِراً أَم مُصَوِّراً … كنتَ ، أم كنتَ مطربا ؟
ترسل اللحنَ كلَّه … مبدعاً فيه ، مربا
أحسنَ الناس هاتفاً … بالغواني مشبِّبا
ونزيلَ المتوَّج … ـينَ، النديمَ المُقرَّبا
كم سقاهم بشعره … مِدْحَة ً أَو تَعَتُّبا
ومن المدحِ ما جزى … وأَذاعَ المناقِبا
وإذا الهجرُ هاجهُ … لمُعَاناته أبى
ورآه رذيلهً … لا تماشي التأدُّبا
ما رأَى الناسُ شاعِراً … فاضل الخُلْقِ طيِّبا
دَسَّ للناشقين في … زَنبَقِ الشعرِ عَقربا
جُلتَ في الخُلد جوْلة ً … هل عن الخلد مِنْ نَبا؟
صف لنا ما وراءه … من عيونٍ، ومن رُبَى
ونعيمٍ ونَضرة ٍ … وظلالٍ من الصِّبا
قم ترى الأرضَ مثلما … كنتمو أمسِ ملعبا
وترى العيشَ لم يزلْ … لبني الموتِ مأربا
وترى ذَاكَ بالذي … عند هذا مُعَذَّبا
إنَّ مروانَ عصبة ٌ … يَصنعونَ العجائبَا
طوَّفوا الأَرض مَشرِقاً … بالأيادي ومغربا
هالة ٌ أَطلعتْكَ في … ذِروة المجدِ كوكبا
أَنت للفتحِ تنتمي … وكفى الفتحُ منصبا
لستُ أَرْضَى بغيره … لك جدًّا ولا أبا