وَلَقَدْ رَحَلْتُ إلَيكُمُ عِيدِيّة ً – جرير

وَلَقَدْ رَحَلْتُ إلَيكُمُ عِيدِيّة ً … لا يرعوينَ إلى جنينٍ مجهض

أصْبَحْنَ مِنْ نَقَوَى حَفِيرٍ دُلَّحاً … بلوى أشيقرَ جائلاتِ الأعرضِ

وَلَقَدْ عَلَوْنَ مِنَ السّماوَة ِ مَعلَماً … خلجاً مواردهُ بعيدَ المركضِ

وَإذا الأدِلّة ُ خاطَرُوا مَجْهُولَهَا، … مشقوا لياليَ خمسها المستوفضِ

يسرونَ ليلهمُ فلما غوروا … خَفقٌ الخِباءُ بمَنْزِلٍ لمْ يُخْفَضِ

جَعَلُوا القِسّيِي مِنَ السَّرَاء عِمادَهُ … وَبكلّ أبيَضَ في الغِمادِ مُفَضَّضِ

وَإذا قَربْنَ خَوَامِساً منْ صَلْصَلٍ، … صَبّحْنَ دُومَة َ وَالحَصَى لم يَرْمَضِ

إنّي لمُعْتَمِدُ الخَلِيفَة ِ زَائِراً، … وَأرَاهُ أهْلَ زِيارَتي وَتَعَرّضِي

ليسَ البريُّ كمنْ يمرضُ قلبهُ … فَأنَا المُشايِعُ، قَلْبُهُ لمْ يَمرَضِ

فوَثَقتُ، ما سَلِمَ الخَليفَة ُ، بالغنى ، … ليسَ البحورُ إلى الثمادِ البرضِ

بَحْرٌ تَفِيضُ لَهُ سِجَالٌ بالنّدى َ، … وَإلَيْهِ جَارِيَة ٌ البُحُورِ الفُيَّضِ

يَجْزِيكَ رُبُّكَ حُسْنَ قَرْضِكَ إنّهُ … حَسَنُ المَعونَة ، وَاسِعُ المُتَقَرَّضِ

و اللهُ قدرَ أنْ تكونَ خليفة ً … خَيرَ البَرِيّة ِ، وَارتَضَاكَ المُرْتَصِي

يا ابنَ الفَوَارِعِ، وَالتَقَتْ أعياصُهُ … لفا بمتسعِ البطاحِ الأعرضِ

أعطاكَ ربكَ منْ جظيلِ عطائهِ … مُلْكاً كُعُوبُ قَنَاتِهِ لمْ تُرْفَضِ

هلْ يزجرني أنْ أقولَ لظالمٍ … إنْ كُنْتَ صَاحِبَ خُلّة ٍ فتَحَمّضِ

و إذا أمية ُ حصلتْ أنسابها … كنتَ المجانِ منَ الصريحِ الأمخضِ