وَدِّعْ أُمَامَة َ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ، – جرير

وَدِّعْ أُمَامَة َ حَانَ مِنْكَ رَحِيلُ، … إنَّ الوداعَ إلى َ الحبيبِ قليلِ

تلكَ القلوبُ صوادياً تيمنها … وَأرَى الشِّفَاء وَمَا إلَيْهِ سَبِيلُ

أعْذَرْتُ في طَلَبِ النّوَالِ إلَيْكُمُ … لَوْ كَانَ مَنْ مَلَكَ النّوَالَ يُنِيلُ

إنْ كانَ طَبَّكُمُ الدَّلالُ، فإنّهُ … حَسَنٌ دَلالُكِ، يا أُمَيمَ، جَميلُ

قالَ العَوَاذِلُ: قَد جَهِلتَ بحُبّهَا؛ … بلْ منْ يلومُ على هواكَ جهولُ

كنقا الكشيبِ تهيلتْ أعطافهُ … وَالرّيحُ تَجْبُرُ مَتْنَهُ، وَتُهِيلُ

أمّا الفُؤادُ فَلَيسَ يَنْسَى ذِكْرَكُمْ … ما دامَ يهتفُ في الأراكِ هذيلُ

بقيتْ طلولكِ يا أميمَ على الليَ … لا مثلَ ما بقيتْ عليهِ طلولُ

نسجَ الجنوبُ معَ الشمالِ رسومها … وَصَباً مُزَمْزِمَة ُ الرَّبَابِ عَجُولُ

أيقيمُ أهلكَ بالستارِ وأصعدتْ … بينَ الوريقة ِ والمقادِ حمولُ

ما كانَ مثلكَ يستخفُ لنظرة ٍ … يَوْمَ المَطِيّ بِغُرْبَة ٍ مَرْحُولُ

لا يَبْعُدَنْ أنَسٌ تَغَيَّرَ بَعْدَهُمْ … طَلَلٌ، بِبُرْقَة ِ رَامَتَينِ، مُحِيلُ

وَلَقَدْ تَكُونُ إذا تَحُلّ بِغِبطَة ٍ، … أيّامَ أهْلُكَ، بالدّيَارِ، حلُولُ

وَلَقَدْ تُساعِفُنا الدّيَارُ، وَعَيْشُنا، … لوْ دامَ ذاكِ بما نحبُّ ظليلُ

فسقي دياركِ حيثُ كنتِ مجلجلٌ … هِزِجٌ وَمِنْ غُرّ الغَمَامِ هَطُولُ

وَكَأنّ لَيْلي، من تَذكّرِيَ الهوَى ، … ليلٌ بأطولِ ليلة ٍ موصولُ

أينامُ ليلكَ يا أميمَ وَ لمْ ينمْ … ليلُ المطيَّ وسيرهنَّ ذميلُ

يكفيكَ إذْ سرتِ الهمومُ فلمْ تنمْ … قلصٌ لواقحُ كالقسيَّ وحولُ

نُجُبٌ مِنَ السّرّ العَتِيقِ، نَمَى بهَا … فَوْقَ النّجائِبِ شَدْقَمٌ وَجَدِيلُ

عَزّتْ كَوَاهِلُها العَرَائِكَ، بَعدَما … لحقَ الثميلُ فما لهنَّ ثميلُ

تَنْجُو إذا عَلَمُ الفَلاة ِ رَأيْتَهُ … في الآلِ يقصرُ مرة ً ويطولُ

و غذا تقاصرتِ الظلالُ تشنعتْ … وَخْدَ النعامِ وَفي النُّسُوعِ فُضُولُ

مِنْ كلّ صَادِقَة ِ النِّجادِ كَأنّهَا … قرواءُ رافعة ُ الشراعِ جفول

كمْ قدْ قطعنَ اليكَ منْ متماحلٍ … جذبِ المعرج ما بهِ تعليل

نَائي المَنَاهِلِ، طَامِسٍ أعْلامُهُ، … مَيْتِ الشّخوصِ به يكادُ يَحُولُ

أللهُ طوقكَ الخلافة َ والهدى … والله لَيْسَ لِمَا قَضَى تَبْديلُ

إنّ الخِلافَة َ بِالذي أبْلَيْتُمُ … فِيكُمْ، فَلَيْسَ لمَلْكِها تَحْويلُ

يعاو النجَّ إذا النجى أضجهمْ … أمرٌ تضيقُ بهِ الصدورُ جليل

وَليَ الخلافة َ وَ الكرامة َ أهلها … فَالمُلْكُ أفْيَحُ، وَالعَطَاءُ جَزيلُ

فعليكَ جزية ُ معشرٍ لمْ يشهدوا … للهِ إنَّ محمداً لرسولُ

تبعو الضلالة َُ ناكبينَ عنِ الهدى … وَالتّغْلبيُّ عَمي الفُؤادِ ضَلُولُ

يقضي الكتابُ على َ الصليبِ وتغلبٍ … وَلِكُلّ مُنْزَلِ آيَة ٍ تَأوِيلُ

إنّ الخِلافَة َ وَالنّبُوّة َ وَالهُدَى … رغمٌ لتغلبِ في الحياة ِ طويلُ

فَارَقْتُمُ سبُلَ النّبُوّة ِ، فاخْضَعوا … بِجِزَا الخَليفَة ِ، وَالذّلِيلُ ذَلِيلُ

منعَ الأخيطلُ أنْ يسامى قرمناً … شَرَفٌ أجَبُّ وَغارِبٌ مَجْزُولُ

قَرْماً لزَيْدِ مَنَاة َ أزْهَرَ، مُصْعِباً، … فتَصُولُ زِيْدُ مَناة َ، حينَ يَصُولُ

منا فوارسُ لنْ تجيءَ بمثلهمْ … وَبِنَاءُ مَكْرُمَة ٍ أشَمُّ، طَوِيلُ

فإذا ذَكَرْتَ من الهُذَيلِ وَقد شَتَا … فينا الهذيلُ وَ في شواهُ كبولُ

جَرّ الخَليفَة ُ بِالجُنُودِ، وَأنْتُمُ، … بينَ الساوطحِ وَ الفرات فلول

وَ لقدْ شفتني خيلُ قيسٍ منكمُ … فِيها الهُذَيْلُ، وَمَالِكٌ، وَعَقِيلُ

فإذا رُمِيتَ بحَرْبِ قَيسٍ لمْ يَزَلْ … أبْداً، لخَيْلِهِمْ، عَلَيكَ دَليلُ

نِعْمَ الحُماة ُ إذا الصّفائِحُ جُرّدَتْ … للبيضِ تحتَ ظباتهنَّ صليلُ

لوْ أنَّ جمهمُ غداة َ مخاشنٍ … يرمى َ بهِ حضنٌ لكادَ يزولُ

لولاَ الخليفة ُ يا أخيطلُ ما نجا … أيّامَ دِجْلَة َ، شِلْوكَ المَأكُولُ

قيسٌ تزيدُ على َ ربيعة َ في الحصى … وَ جبالُ خندفَ بعدَ ذاكَ فضولُ

كَذَتَ الأخَيْطِلُ ما لنِسْوَة ِ تَغلِبٍ … حَامي الذِّمارِ، وما يَغَارُ حَلِيلُ

ترَكَ الفَوَارِسُ مِنْ سُلَيْمٍ نِسوَة ً … عجلاً لهنَّ على َ الرحوبِ عويلُ

إذْ ظلَّ يحسبُ كلَّ شخصٍ فارسنا … وَ يرى نعامة َ ظلهِ فيحولُ

رَقَصَتْ، بعاجَنة ِ الرَّحوبِ، نساؤكمْ … رَقْصَ الرِّئَالِ، وَما لهُنّ ذيُولُ

أينَ الأرقمُ إذْ تجرُّ نساؤهمْ … يَوْمَ الرَّحُوبِ مُحَارِبٌ وَسَلولُ

فَسِخَ العَباءُ، وَرِيحُ نِسوَة ِ تَغْلِبٍ … عَدَسٌ يُقَرْقِر في البُطونِ وَفُولُ

وَ إذا تداركَ رأسُ أشهبَ شارفٍ … في الحَاوِياتِ، وَحِمّصٌ مَبلُولُ

نَادَتْ بِيَالِ مُحَارِبٍ، وَيَكُفّهَا … عرضٌ كأنَّ نطاقهُ محلولْ

أبناؤهنَّ أقلُّ قومٍ حرمة ً … عندَ الشرابِ وَ ما لهنَّ عقولُ

سَفِهَ الأخَيطِلُ إذْ يَقي بعَجُوزِهِ … كِيرَ القُيونِ، كَأنّهُ مِنْدِيلُ

قدْ كانَ في جيفِ بدجلة َ حرقتْ … أوْ في الذينَ على الرَّحُوبِ شُغُولُ

وَكَأنّ عَافِيَة َ النُّسُورِ عَلَيهِمُ … حجٌّ بأسفلِ ذي المجازِ نزول

أهلكتَ قومكَ إذْ حضضتَ عليهمُ … ثمَّ انتهيتَ وَ في العدوَّ ذحولُ

قُبّحْتَ مَوْتُوراً وَطالِبَ دِمْنَة ٍ، … بالحَضْرِ، تَشْرَبُ تَارَة ً وَتَبُولُ

قلْ للأخيطلِ لا عجوزكَ أنجبتْ … في الوالداتِ وَ لا أبوكَ فحيلُ

قَصُرَتْ يَداكَ عَنِ الفَعَالِ وَطالمَا … غَالَتْ أبَاكَ، عنِ المكارِمِ، غُولُ

تفدُ الوفودُ وَ تغلبٍ منفية ٌ … خَلْفَ الزّوَامِلِ، وَالعَوَاتِقُ مِيلُ

يدعى إذا نزلوا ليأخذَ زادهُ … وَ يقالُ إنكَ للضياعِ مخيلُ

فاجمعْ أشظتها إلى َ أقتابها … وَاخْرُجْ فَما لكَ في الرِّحالِ مَقِيلُ

مِنْ كلّ أشْمَطَ لا يَني مُستَأجَراً، … مَا شَمّ، تَوّدِيَة َ الصّرَارِ، فَصِيلُ

حظُّ الأخيطلِ منْ تلمسهِ الرشا … في الرّأسِ، لامِعَة ُ الفَرَاشِ، دَحولُ