ومجْلسِ خمّارٍ، إلى جنْبِ حانة ٍ – أبو نواس
ومجْلسِ خمّارٍ، إلى جنْبِ حانة ٍ … بقُطْرَبّلٍ بين الجِنانِ الحدائقِ
تجَاهَ مَيَادينٍ، على جَنَباتِها … رِياضٌ غـدتْ محْفـوفَـة ً بـالشقـائقِ
فـقُمـنـا بهـا في فِـتْـيَـة ٍ خَضَـعَتْ لهمْ … رقابُ صناديدِ الكُماة ِ البطارِق
بمشْمولَة ٍ كالشمس، يغشاكَ نورُهَا … إذا ما تبَدّتْ من نَواحي المشارِقِ
لهـاتاحُ مَـرْجـانٍ ، وإكليل لُـؤلُؤٍ ، … وتـرْنيم نَشـوانٍ ، وصُـفـرَة ُ عـاشِــقِ
وتسْـحَـبُ أذيـالاً لهـا بكُـؤوسِهـا ، … تحارُ لها الأبصارُ من كلّ رامِقِ
يدورُ بها ظبْيٌ غريرٌ، مُتَوّجٌ … بتاجٍ من الرّيحانِ، مَلكُ القُراطقِ
فليس كمثْلِ الغُصْنِ في ثِقلِ رِدفهِ، … إذا ما مشَى في مُستقسمِ المَنَـاطِـقِ
لـه عَقْـرَبَـا صُـدْغٍ ، على ورْدِ خـدّه، … كأنّهما نُونانِ من كَفّ ماشِقِ
فلمّا جرَتْ فيه، تغنّى ، وقال لي … بسُكْرٍ: ألا هاتِ اسقِنا بالدوارِقِ