وعاذلة ٍ باتتْ تلومُ على الهوى – بهاء الدين زهير

وعاذلة ٍ باتتْ تلومُ على الهوى … وبالنسكِ في شرخِ الشبابِ تشيرُ

لقد أنكرتْ مني مشيباً على صبى ً … ووقتْ لقلبي وهوَ فيهِ أسيرُ

أتَتْني وقالَتْ يا زُهَيرُ أصَبوَة ٌ … وأنتَ حَقيقٌ بالعَفافِ جَديرُ

فقلتُ دَعيني أغْتَنِمْها مَسَرّة ً … فَما كلّ وَقْتٍ يَسْتَقيمُ سُرُورُ

دَعينيَ واللّذّاتِ في زَمَنِ الصِّبَا … فإنْ لامَني الأقوامُ قيلَ صَغيرُ

وعيشكِ هذا وقتُ لهوي وصبوني … وغصني كما قد تعلمينَ نضيرُ

يولهُ عقلي قامة ٌ ورشاقة ٌ … ويَخلُبُ قَلبي أعْيُنٌ وَثُغُورُ

فإنْ مُتُّ في ذا الحُبّ لَستُ بأوّلٍ … ففقبليَ ماتَ العاشقونَ كثيرُ

وَإنّي على ما فيّ منْ وَلَعِ الصّبَا … جَديرٌ بأسبابِ التّقَى وَخَبيرُ

وَإنْ عرَضَتْ لي في المَحَبّة ِ نشوَة ٌ … وحقكِ إني ثابتٌ ووقورُ

وَإنْ رَقّ مني مَنطِقٌ وَشَمائِلٌ … فما همَّ مني بالقبيحِ ضميرُ

وما ضَرّني أنّي صَغيرٌ حَداثَة ً، … وَإنّي بفَضْلي في الأنامِ كبيرُ