وضعتْ كقُضبان اللُّجيْ – ابن الرومي
وضعتْ كقُضبان اللُّجيْ … ن وُصِلن بالياقوت الأحمرْ
أطرافَ كف فوق خدْ … دٍ منه ماء الحسن يَقْطر
ورنتْ بمُقلة جُؤذَر … وسْنانَ ساجي الطرف أحور
تُهدِي بلحظتها السلا … م إليَّ والأعداءُ حُضِّر
وركابُها مزمومة ٌ … وراءها حاد مُشمّر
والدمع في آماقها … حذرَ المُراقبِ قد تحيَّر
والشوق في الأحشاء عمْ … مَا قد تُعالجُ عنه مخبر
بَتَّ القُوى من حبلنا … فأذاقنا فقد التَّصَبر
بيْنٌ مِشتٌّ عاجلٌ … وصفاءُ وُدٍّ قد تكدَّرْ
يا نظرة ً لي والنوى … نحوي بعين الموت تنظر
والبدر في أَحداجه … بالرَّقم والديباج يُسْتَر
ومليكُهُ لزواله … ماضي العزيمة غير مُقْصر
بكروا لبينهمُ وقل … بي في هواهُ بهمْ مُبكر
بكتِ العيون عليهُمُ … كبكايَ إذ بانوا وأغزر
فسقاهُمُ هزِج الروا … عد ضاحكُ الأرجاء مُمطر
وكستْ ديارهُمُ الريا … ض غرائبَ الوشْي المحبَّر
فلقد كَسوْا بفراقهم … أحشايَ نيراناً تَسعَّر