وزائرة ٍ زارتْ وقد هجمَ الدجى – بهاء الدين زهير

وزائرة ٍ زارتْ وقد هجمَ الدجى … وكنتُ لميعادٍ لهَا مُتَرَقِّبَا

فَما رَاعَني إلاّ رَخيمُ كَلامِها … تقولُ حبيبي قلتُ أهلاً ومرحبا

فقبَّلتُ أقداماً لغَيريَ ما مَشَتْ … ووجهاً مصوناً عن سوايَ محجبا

ولم تر عيني ليلة ً مثلَ ليلتي … فيا سهري فيها لقد كنتَ طيبا

جزى الله بعض النّاسِ ما هوَ أهلُه … وَحَيّاهُ عني كلّما هَبّتِ الصَّبَا

حَبيبٌ لأجلي قد تَعنَّى وزارَني … وَما قيمَتي حتى مشَى وتَعذّبَا

وفى لي بوعدٍ مثلهُ من وفى بهِ … ومثلي فيهِ عاشقٌ هامَ أو صبا

فأنقذ عيناً في الدموعِ غريقة ً … وخلصَ قلباً بالجفاءِ معذبا

سأشكُرُ كلّ الشكرِ إحسانَ محْسنٍ … تحيلَ حتى زارني وتسببا

وما زارني حتى رأى الناسَ نوماً … وَراقَبَ ضَوْءَ البَدرِ حتى تَغَيّبَا