وردت إلى خريدة تتورد – أحمد فارس الشدياق
وردت إلى خريدة تتورد … حسنا ومن شرف المقام تسود
ساءلتها عمن يجاب دعاؤه … لعلاء سودده فقالت احمد
من فاض بالعذب الفرات بنانه … وهو الذي يعلى حلاه يشهد
هذا فرات سائغ يروى الصدى … بين الرواة ثناؤه هو مورد
زادت به الشهباء حسنا لا يفي … وصف به ولو انه يتعدد
هذا الذي قد كنت ارجوانه … تحظى به كل البلاد وتسعد
فاليوم آتانا المهيمن سؤلنا … كرما واحسانا فمن ذا يجحد
يا ليت في بغداد دجلة قد جرت … مجرى الفرات ومثل حمدي يوجد
حتى تكون على مثال واحد … كل الربوع قريبها والابعد
فكفاك فخرا يا عزيز مجلة … هي في عيون الناظريها اثمد
من دون جوهر لفظها وبيانها … نظم اللالئ والجنى والعسجد
اهديتني صلة الوداد وانني … ما دمت حيا فهي في عنقي يد
وسبقتني للمدح وهي فضيلة … اخرى فانت المفضل المتودد
هذي خلائق ليس يخلق مدحها … بل لا يزال على المدى يتجدد
ما حازها الا كريم ماجد … في جمع اشتات المحامد اوحد
من طاب محتده زكت اخلاقه … ان الدليل على الطباع المحتد
ولرب جمع ان عددت رجاله … كثروا ويغنى الحر عنهم مفرد
اشربت حبك في الفواد وانه … عهد وان طال البعاد موكد
يا ليت ما بيني وبينك من نوى … يطوى كما يطوى السجل ويفقد
يا ليتني اهديك مدحا لائقا … بمقامك الاعلى كما اتعمد
لكن همي لم يدع لي طاقة … ولذاك باب الشعر دوني موصد
هذا الذي قد جاءني منه على … جهد ولا عتب على من يجهد