وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ – أبو نواس

وتقول طَوْراً: ذا فتى ً غَزِلٌ مَنْ غائبٌ في الحبّ لم يَؤبِ … لا شيءَ يرقبُهُ سوى العطبِ

من حبّ شاطرة ٍ رمَتْ غَرَضاً … قلبي ، فمن ذا قالَ لم تصبِ ؟

البدْرُ أشْبَهُ ما رأيتُ بها … حين استوى ، وبدا من الحجُبِ

وابْنُ الرّشا لم يُخْطِها شَبَهاً … بالجِيد والعيْنينِ واللَّبَبِ

و إذا تسربلَ غيرَها ، اشتملتْ … ورْدُ الحواشي، مُسبَلَ الذنبِ

فتقولُ طوْراً : ذا فتى ً هتفتْ … نفسُ النّصيحِ به ، فلم يُجبِ

وُدٌّ لعصبة ِ ريبة ٍ ، مُجُنٍ ، … أعدى لمن عادَوْا من الجربِ

شُنعِ الأسامي، مُسبِلي أُزُرٍ، … حُمْرٍ تمسُّ الأرضَ بالهدُبِ

متَعطّفينَ على خناجرهمْ ، … سُلُبٍ لشُرْبِهِمْ من القِرَبِ

و إذا همُ لحديثهمْ جلسوا ، … عطفوا أكُفَّهمُ على الرّكبِ

و تقول طوْراً : ذا فتى ً غَزِلٌ … بادي الدّماثَة ِ، كاملُ الأدبِ

صَبٌّ إلى حَوْراءَ يمنعهُ … منها الحيا ، وصيانة ُ الحسبِ

فكلاهما صَبٌّ بصاحبهِ … لو يستطيعُ لطار من طربِ

فتواعد يوماً ، وشأنهما … ألاّ يشُوبا الوعْدَ بالكَذِبِ

فغدتْ كواسطَة ِ الرّياضِ إلى … موعُودة ٍ تمْشي على رُقُبِ

و غدا مُطَرَّقة ً أناملهُ … حلوَ الشّمائلِ، فاخِر السّلُبِ

منْ لم يُصِبْ في الناس يوْمئذٍ … من ريحه إذ مرَّ لم يَطِبِ

لا، بل لها خُلُقٌ مُنِيتُ به، … ومَلاحَة ٌ عَجَبٌ من العَجَبِ

فالمُستعانُ الله في طلبي … منْ لستُ أدرِكُهُ عن الطّلَبِ

ما لامني الإنسانُ أعشقهُ … حتى يعَيِّرَهُ المعيِّرُ بي