وبي معذر خد ورد وجنته – الهبل
وبي معذر خد ورد وجنته … قد ظل يشكر صوب العارض الغدق
عاينت من خده القاني وعارضه … فيروزج الصبح مع يا قوته الشفق
ولاح لي ثغره الدري في لعس … كما تكلل خد الخود بالعرق
وروضة الحسن في خديه مؤنقة … وللمياه دبيب غير مسترق
نزه لحاظك منه في لواحظه … فالنرجس الغض فيها شاخص الحدق
واعجب للوني وعقد الدر في فمه … من أصفر فاقع أو أبيض يقق
إذا تبسم يوما قلت قد طلعت … شمس النهار ولاحت أنجم الغسق
عانقته وهو مرخ من ذوائبه … سترا يمد حواشيه على الأفق
وإذ تنشقت من ريحان عارضه … نشرا تعطر منه كل منتشق
مسحت آثار لثمي خيفة بيدي … حتى اكتست أرجا من نشره العبق
يا تاركي فيه سكرانا أميد به … سكرا كما نبه الوسنان من أرق
ورافعي فوق أهل الحب مرتبة … ما كان قط إليها قبل ذاك رقي
هون قليلا على أهل الغرام فقد … أركبتهم طبقا في الأرض عن طبق
نفسي فداء سهام منك مرسلة … لم تغن عنها صلاب البيض والدرق
ووجنة أوقدت نار الغرام فمن … مسته لم ينج منها غير محترق
تبدو لنا من دم العشاق في حلل … كما بدا السيف محمرا من العلق
وقامة مثل غصن البان ناعمة … بدت فهيجت الورقاء في الورق
هيفاء مهما جرى ماء الشباب بها … فالماء في هرب والغصن في قلق
تغدو الغصون لديها وهي مطرقة … والطير تسجع من تيه ومن شبق