وارعى نجوم الليل شوقا الأوجه – محمد حسن أبو المحاسن

وارعى نجوم الليل شوقا الأوجه … تطلعن في ليل الذوائب انجما

إذا جرت الاجفان غرب دموعها … ذكا جمر أشجاني بها وتضرما

فلله أيام بحزوى تصرمت … وابقت جوى في القلب لن يتصرما

ربوع جمال كم اقام بها الهوى … بغير رقيب للمحبين موسما

جنيت بها الورد المضرج وجنة … وقبلت فيها الأقحوانة مبسما

وعانقت غصن البان قد امهفهفا … عناقي في الروع الوشيج المقوما

دع الحي أنى شاء خيم إنه … أقام بقلب المستهام وخيما

إذا العارض الساري تهلل ودقه … فجاد ربوعاً بالعقيق وارسما

عسى شمل أنس بددته يد النوى … يعود كما شاء المشوق منظما

ويا رب ليل بت فيه منعما … بوصل وغازلت الغزال المنعما

غرير يحيينا بوردة خده … ونسقي الرحيقين المدامة واللمى

فلي نشوة من راحة ورضا به … ولكن راح الثغر انقع للظما

وغيداء يا الردف ضامية الحشى … لها الحسن يعزى والملاحة تنتمى

إذا خطرت غنى الوشاح بخصرها … فأفصح والخلخال اصبح اعجما

وتشدو بالحان الغرام صبابة … فتعرب عن اسحاق فيها ترنما

جرى عن دم الأحشاء دمعي فضرجت … به وجنة الخود الجميلة عندما

فريدة حسن تخجل البدر طلعة … إذا قابلت في وجهها قمر السما

احلت دمي من غير ذنب وصيرت … سلوي وان طال الزمان محرما

بطرف وجيد والتفات ونظرة … تعلمها ريم الفلا فتريما

وخصر أعار الجسم سقماً ووجنة … اعارت فوادي جذوة فتضرما

فيا واصفاً قد أوصفت مشاهدا … ويا واصفاً خصرا وصفت توهما

كتمت هواها غير ان مدامعاً … جرين فأبدين الغرام المكتما

إذا منع الواشي على كلامها … فما منع الاحشاء ان تتكلما

أنازع قلبي سلوة فيقول لي … رضيت بسيف اللحظ فينا محكما

على نحرها عقد كأن فريده … من الثغر أو من لفظها قد تنظما

وقد لبست وشي الجمال مهللا … كما لبست وشي الحرير منجما

ترى ان فيض الدمع في العين خلقة … بما لا ترى الامشوقا متيما

حمت ورد خديها عقارب صدغها … على عاشقيها ان يثم ويلثما

وترسل في الأرداف وارد شعرها … فينساب في حقف من الرمل ارقما

ورب خلي لامني ولوانه … رماه الهوى مثلي لأصبح مغرما

يحاول سلواني واي متيم … اطاع بسلوان الأحبة مغرما

اشيم وميض البرق في غلس الدجى … فأحسبه ثغر الحبيب تبسما

وانشق نفح الطيب يأرج مسكه … إذا ما نسيم الحي صبحاً تنسما

واذكر أيام الحمى ونعيمها … فتجرى بتذكار الدمى ادمعي دما

إذا ما رنا ظبي الكناس بطرفه … تقنص من اسد العرينة ضيغما

ولم يدر من أودى بأعين سربه … ترامين لحظا أم ترامين أسهما

ولم أر كالألحاظ وهي فواتر … فواتك فينا ظالماً متظلما

يذود ويحمي العين ان ترد الكرى … تذكر عهد بالعقيق تقدما

فحياه ان لم يروه الغيث عارض … تجود به كف تكرما

وفي الغيث ري للثرى غير انني … رأيت الايادي أكرما

وماذا عليهم ان يمنوا ويسمحوا … بطيف خيال يعتريني مسلما

فدون تلاقينا غيارى تحوطها … وتمنع حتى الناظر المتوسما

تسجف عزا بالحديد خدورها … فلو رام اقداماً بها الليث احجما

فهل نوهوا باسم الملك … فهابت به اسد العرين التقدما

همام إذا الابطال في الحرب عبست … اشاح إليها ضاحكا متبسما

وتستبشر العقبان في غزواته … فهن مع الرايات يجنحن حوما

يثقن بان النصر رائد جيشه … فمن جثث الأعداء يطلبن مطعما

يعود من الفتح الجليل مظفرا … ولم يصطحب الا المكارم مغنما

وتنتجع الوفاد روضة بشره … فتلقى به بحر السماحة مفعما

تقسمت الأفكار في مدحه كما … غدا وفره بين الوفود مقسما

كتائبه كتب تجر إلى العدى … من الرعب خفاق البنود عرمرحا