هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها – السري الرفاء
هَوِيتُهاو الفِراقُ يَهواها ... فحالَ بيني وبينَ لُقيَاها
و لَم يكُن للحِمامِ بي قِبَلُ ... لو لم تُعِنْهُ عليَّ عَينَاها
مقسومة ٌ للنَّوَى مَحاسنُها ... و للفُؤادِ المَشوقِ ذِكرَاها
حيَّيتُها والجَنوبُ رافعة ٌ ... جَوانِبَ السِّجفِ عن مُحيَّاها
فشِمتُ مِن ثَغرِهاعلى ظَمَإِ ... بارقة ً لا أَنالُ سُقياها
لو أفرَطَتْ بالعقيقِ خَجْلَتَها ... أسلمَ ماء العَقيقِ خَدَّاها
و كيفَ تَغَنى بوَصلِ غانية ٍ ... مَراحُها للنَّوى ومَغداها
رقيبُها في الظلامِ مِبسِمُها ... و في سَنا الصُّبحِ طِيبُ ريَّاها
لعلَّ أيامَناالتي سَلفَت ... تعودُ بِيضاً كما عَهِدنَاها
أيامَ لا أستميحُ غانية ً ... إلاّ شَرَت دينَها بِدُنياها
تَرتعُ حولَ الظَّباءِ آنسة ً ... نظائراً في الجمالِ أَشباها
رَقَّت عن الوَشْيِ نَعمة ًفإذا ... صَافَحَ منها الجُسومَ وشَّاها
أسلَفَني الدهرُ عندَهنَّ يداً ... حتَّى إذا استُحْسِنَت تَقضَّاها
فاليومَ لا أحسَبُ الوِصالَ غِنى ً ... و لا إِخالُ الشبابَ لي جَاها
قد خُلِقَت راحة ُ الأمير حَياً ... تَغلِبُ صَوبَ الحيا بجَدواها
كانَت رياحُ السَّماحِ راكدة ً ... حتَّى جَرى سابقاًفأجرَاها
أغرُّ طَلْقُ اليَدَينِ لو طُلِبَت ... منه ليالي الشَّبابِ أعطَاها
إذا القَوافي بذِكرِه اشتملَت ... عطَّرَها ذِكرُه وحَلاَّها
إِنْ لَحَظَ المُشكِلاتِ أوضحَها ... و إنْ سقَى المُرهَفاتِ أَروَاها
كم نِعمة ٍ للرَّبيعِ جادَ بها ... و نَقمة ٍ كالحريقِ أَطفَاها
تنَالُ أقصَى البلادِ لحظَتُه ... كأنَّ أقصَى البلادِ أدنَاها
لا تَعجَبوا من عُلُوِّ هِمَّتِه ... و سِنُّه في أَوانِ مَنشاها
إِنَّ النُّجومَ التي تُضيءُ لنا ... أصغرُها في العُيونِ أَعلاها
مُسَدَّدٌ تاهتِ الإِمارة ُ مُذ ... نِيطَ به عِبئُها ومَا تَاها
جَاءَته قبلَ الفِطامِ سافِرة ً ... يَهتَزُّ شَوقاً إليه عِطفَاها
آمنَ في ظِلِّه رَعِيَّتَه ... خَوفَ أعاديه حينَ عادَاها
أَهملَها في نَوالِهو غَدا ... مُشتَمِلاً بالحُسامِ يَرعاها
إِذا غدا المُستمِيحُ أَعدَمَها ... أَعادَه بالنَّوالِ أَثْراها
من دَوحة ٍ طالَ فَرعُهاو رسَت ... أصولُهاو استُلِذَّ مَجنَاها
سُرْجٌ أضاءَت على الزمانِ فما ... أخمدَها الدهرُ مُنذ أَذكَاها
يَنسِبُها للعُيونِ رَونَقُها ... تَخلُبُ بالحُسنِ من تَردَّاها
كأنَّ سِحرَ العُيونِ سَاعدَها ... فدَبَّ في لَفظِها ومَعناها
عَذراءُ جَلَّت عن الخُدورِ فقَد ... أصبحَ رُكنُ الصُّدورِ مَأَواها
لا يوجد تعليقات حالياً