همُ أودعوهُ الذي أودعوا ؛ – الهبل

همُ أودعوهُ الذي أودعوا ؛ … فلوموهُ إن شئتم أو دعوا ؛

فعنْ ذلك الأمرِ لا ينتهي … وعن ذلكَ الشانِ لا يرجعُ ؛

وفي الركبِ فتانة ٌ ؛ في الحشا … لها مستقرٌّ ومستودعُ ؛

حمتها النصالُ بأيدي الرجالِ … وبيضُ الظبي والقنا الشرعُ ؛

حداهمْ برغمي غرابُ النوى … وهبتْ بهمْ ريحها الزعزعُ ؛

أقامتْ شجونيَ من بعدهمْ … وأزمعَ صبريَ إذ أزمعوا

سقى اللهُ من أجلهم لعلعاً … وأينَ وأينَ ترى لعلعُ

أحيي الربوعَ وهم مقصدي … وإنْ قلت حييتَ يا مربعُ

وقد كان قدماً بهم عامراً ؛ … فها هوَ من بعدهم بلقعُ ؛

وفي أثرِ العيسِ لما سروا … فتى ً قلبه مؤلمٌ موجعُ ؛

محبٌّ قضية أشجانه … إلى دولة ِ الحسنِ لا ترفعُ ؛

وهونَ قومٌ عليهِ الهوى … فأصبحَ من وردهِ يكرعُ

توهمهُ سلساً صعبهُ ؛ … وكم حاذقٍ في الهوى يخدعُ

هو الموتُ لا جسدٌ ناحلٌ … ولا طول سهدٍ ولا مدمعُ ؛

ولا الريحُ تسري ولا بارقٌ … يظلّ على بارقٍ يلمع ؛

فهاتيك علات أهلِ الهوى … ولي دونهمْ في الهوى منزعُ

وخالي الحشا سامني سلوة ً … ولم يدرِ ما حوتِ الأضلعُ

يلومُ شجياً عنِ الحبٍّ ما … خلا منه عضوٌ ولا موضعُ

فيا عاذلي أينَ منْ يرعوي … ويا ناصحي ؛ أينَ منْ يسمع