هل نفحة بالغور طيّبةُ الأَرج – ابن شيخان السالمي
هل نفحة بالغور طيّبةُ الأَرج” … “تُطفي فؤاداً ذاب من فَرْط الوَهَجْ
ما هبت النسماتُ من أرجائهم” … “إلا وقلبي بالنسيم قد انزعجْ
مالي أبرد مهجتي بنسيمهم” … “وبه إذا ما هبَّ تحترق المُهجْ
سكنوا حمى قلبي ومنعرج الحشى” … “كم وقفةٍ بين الحمى والمنعرجْ
ظبياتُ وادي الدوح من ظبياتهم” … “أخذت كأعينها النصيب من الدعجْ
وقدودهم قد علّمت أغصانَه” … “عِلْمَ الإِمالة لا إليَّ ولا عِوجْ
لكنَّها مع ميلها موصوفة” … “بالعدل يقفو إثرها عمرُ الأشجّ
ووجوههم قد أكسبت أقماره” … “من نورهم حسناً فتمَّ لها البَلَجْ
غودرتُ بعدهُم صريعاً ليس لي” … “راقٍ يرى غيرَ التعلل بالأرَجْ
فإليك عني يا عذول فإنَّ لي” … “قلباً بحبهم تخالطَ وامتزجْ
كيف التصبر والعيونُ رواشق” … “عن سهم مقلتها وحاجبهَا لُجَجْ
لم يبقَ صبٌّ في الهوى متمذهبٌ” … “إلاَّ ومذهبهُ دعاهم فاندرجْ
إني أودّهم وأبغض منصباً” … “لسواهم ووداد غيرهم سمجْ
حتّامَ أكتم في الحشى نار الأسى” … “ولبحر عيني من مظاهرها لُجَجْ
وغمامة برقت بهَامة شاهق” … “تركت جوانبه تسيل وتلتعجْ
فإذا أضاءت أرعدت فتوكفت” … “وإذا انقضى هزج همت فبدا هزَجْ
فكأنها كف المعظم فيصل” … “تهمي على العافين من بيت الفلجْ
بسط المكارم بالبسيطة فاغتدى” … “ما دبَّ من خلق الإِله وما درجْ
ما حلَّ في دار وإن تك قفرة” … “إلاَّ وفاخرتِ المدائن والسرجْ
لمَّا ارتقى الفلج الغزير وبيته” … “قلتُ الزمانُ وأهله معه عَرَجْ
إن جئته لم تلق إلا محفلا” … “أو منصلاً أو صاهلاً أعلى الرهجْ
كم معسر أخنى عليه زمانهُ” … “وافته مذْ وافاه أسباب الفرجْ
بحر تدفق بالمكارم والعلا” … “يأتونه لوروده من كل فجّ
فكأنه بيت الحرام وحج ذا” … “في العام لكن كلَّ يوم ذا يُحّج
متواضع لله ذو قدْر ولو” … “كيوان زاحمهُ علوّاً لانفرجْ
نسج الزمان إليه بُردَ جماله” … “لله ما وشَّى الزمان وما نسجْ
هُنّئتَ سيدنا بعيد الحج لم” … “يبرح يزورك بالبشائر والحججْ
والحج أنتَ وإنَّ فضلك عيدهم” … “والنحر للأموال في ثجّ وعج
واليكها خَوداً لأختيها تلت” … “درراً ثلاثاً يستضيء بها الدلج
ينشرن فضلك إن فضلك باهر” … “قامت علينا من شواهده الحُججْ