هذي المَعارِفُ منهمُ فتَعَرَّفا – السري الرفاء
هذي المَعارِفُ منهمُ فتَعَرَّفا … وَقِفا لعلَّ الرَّكْبَ أن يتوقَّفا
إنْ تَجفُها ريَمُ السَّحابِ فما جَفا … أطلالَها دمعٌ يُرَقْرِقُه الجَفا
و لَئِنْ شَكَتْ حَيْفَ الزَّمانِ لقَد مَشى … بالبَيْنِ في حافاتِها مُتَحَيِّفا
عُقِلَتْ رِكابُ سُرورِنا في ظِلِّها … و لكَمْ سَرى فيه السُّرورُفأوْجَفا
أيَّامَإنْ وَعَدَ الحبيبُ مُتيَّماً … وصلاًوَفَىو إذا توَعَّدَ أَخلَفا
و مُهَفْهَفٍكالشَّمسِ سالَمَ نورُه … ظُلَمَ الدُّجى أو كالقضيبِ تَعَطُّفا
يُهدي لعاشِقِه الحُتوفَفإن بدا … أنسَتْهُ سالِفَتاهُ ما قد أسلَفا
و كأنما أبدى لنا بمُدامِه … و جَمالِه صاعَ العزيزِ ويوسُفا
فعَلامَ تَقرِفُني الوُشاة ُو إنما … نازَعْتُه صَهباءَ كَرْمٍ قَرقَفا
و اللَّيلُ قد ضَعُفَتْ قُوى ظَلمائِه … فالنَّجمُ فيه يُديرُ لَحْظاً مُدْنَفا
حتَّى تَكَشَّفَ صُبحُهفحسِبتُه … لضِيائِهِخُلُقَ الأميرِ تكشَّفا
مَلِكٌخلائِقُهُ الزَّمانُو صَرْفُه … فبِفِعْلِه جارَ الزَّمانُ وأنصَفا
إنْ قَطَّبَ البُخَلاءُ أسفرَ وجهُه … أو أسرَفُوا في المَنْعِ حارَفأسرَفا
مُتَبرِّعٌ بنَوالِهجارٍ على … كَرَمِ الطِّباعِإذا اللَّئيمُ تكلَّفا
و مُشَتِّتٌ شَمْلَ اللُّهى بأناملٍ … جمَعَتْ له شَمْلَ العُلى فتألَّفا
لولا نَوالُ يَدِ الغَضَنْفَرِ أصبحَتْ … عَرَصاتُ هذا المجدِ قاعاً صَفْصَفا
لَحَظَ الوَليَّ فعاد منه مُؤَمَّلاً … و رمى العَدُوَّفراحَ منه مُخوَّفا
شِيَمٌ أَرَقُّ من النَّسيمِو ربَّما … عَصَفَتْ جَنائِبُهافعادَتْ حَرجَفا
كم مَوقِفٍ لم يَلْقَ فيه كُماتُه … إلاّ على أجسامِ قَوْمٍمَوقِفا
ضَنْكٍإذا جَلَتِ السُّيوفُ قَناتَه … رَفَعَتْ حوافِرُهُ ظَلاماً مُغْدِفا
أَقدمْتَ فيه تهُزُّ أسمرَ ذابلاً … لَدْناً لأرواحِ العِدا مُتَخَطِّفا
فإذا تأوَّدَ صَدْرُه من طَعْنَة ٍ … نَجلاءَ عادَ بغيرِها فتثقَّفا
فاسلَمْ لكلِّ فَضيلَة ٍ معروفَة ٍ … لولاك طالَ على الوَرى أن تُعرَفا
و البَسْ غَرائبَ مَدْحَة ٍ دبَّجتُها … فكأنَّما دَبَّجْتُ منها مِطرَفا
من كلِّ بيتٍ لو تَجَسَّمَ لَفظُه … لرأيتَه وَشْياً عليكَ مُفوَّفا
و لَئِن تَوقَّفَ جُودُ كَفِّكَ مُعْرِضاً … عنّيفلم يَكُ قبلَها متوقِّفا
خُلِّفْتُ في حَظِّي لدَيْكَو إنَّني … لأُحِبُّ شُكري أن يُرى مُتَخلِّفا