نَعيمي في الحبِّ أن تشقى – ابن سهل الأندلسي
نَعيمي في الحبِّ أن تشقى … بالوجدِ نفسي الفانيهْ
ومَوْتي من لحظك المصبي … هُوَ الحياة ُ الباقيهْ
عجبتُ أنَّ هوى الغزلانْ … مُستعذَبٌ فِيهِ العذابْ
و ليلُ الهوى على الهيمانْ … أحسنُ من ليل الشبابْ
ووعدي فيه مع السُّلوانْ … أكذبُ من وعد السرابْ
ونفسي تقطعُها شوقا … ظبى الهموم الماضيهْ
و قلبي من أغضنِ الكربِ … يَجْني قطوفاً دانيهْ
فؤادي رهنٌ لدى الوجدِ … هذا عَليْهِ قُدِّرا
و طرفي وقفٌ على السهدِ … فالنجمُ معقودُ العرى
فليت البعادَ في البعدِ … بحيثُ قد حلَّ الكرى
يا قلبي إني أرى العشقا … جرَّ علينا داهيه
وَهَبَّتْ ريحٌ من الحبِّ … عفتْ رسومَ العافيه
ما احرى منْ هامَ في همّ … أن يسهرَ الليلَ الطويلْ
مردًّى بالحُسْنِ معتَمّ … يُعِلُّ باللحظِ العليلْ
بَدا لي في فِعلِهِ ظلم … الخصرِ بالردفِ الثقيلْ
كحملي في الحبِّ ما ألقى … تضعفُ نفسٌ واهيه
ما أشقى مثلي بلا ذنبِ … يصلى بنارٍ حاميه
كفاني أنّي بأكفاني … حيٌّ على حُكمِ الغرامْ
أفناني مِعطَفُ فينانِ … يميلُ ميلاً بالأنامْ
جفاني بغنجِ أجفانِ … مسددٌ سهمَ الحمامْ
ظُلومٌ يخيِّلُ الحقّا … أحكامَ جورٍ جاريه
يستهدي الملامَ في الصبَّ … بسمعِ أذنٍ واعيه
حبيبي أنوارُ أشواقكْ … ليسَتْ على قَلْبي سلامْ
ألحاظٌ صاحَتْ بعشاقكْ … حيَّ على طولِ الهيامْ
أنادي من جورِ أحداقكْ … نداءَ مسلوبِ المنامْ
و الهفَ قلبي لقدْ شقا … شَقَّ البرود الباليه
جفونُكَ بالسحرِ يا حِبّي … قدْ أهلكتْ سلطانيه