like-empty

كلمات

klmat.com

sun

نوف ووحي الجاهلية

على الربع من عافِ الرسومِ نقوشُ ... دُمىً أوحشَتْ منها العيونَ وحوشُ
إلى (الحائر) المرجوعِ أثناءُ رجعِها ... قيامٌ كأعناق النعائِمِ رُوشُ
إلى (ساقِ عوجانٍ) (فرملةُ برْبك) ... نشاشٌ وما للناشئاتِ نشيشُ
كأنّ غصون الرمثِ فيهِ وقد حنَتْ ... عثانينُ ذودٍ جُلّ نوقِهِ حُوْشُ

إلى برّ (عَمْروٍ) فالتلالُ كأنها ... قلاصٌ عليهنّ الغداةَ قعُوشُ
إلى ما حدى (غيلانةٌ) من حزونها ... جموعٌ بها مستضعفٌ ونووشُ
إلى (الروضةِ الخرماء) أعراضُ سرْحِها ... أخاليقُ أشلاءِ الثيابِ خيُوشُ
إلى (الصُلْبِ) (فالصمّانِ) صوحٌ صحاصحٌ ... على جُرْدِها للمثقلات كفيشُ

إلى (بطن وادٍ) (والطويلان)ُ حولَهُ ... كسعنينِ حاذى بينهنّ نجُوشُ
تلاعٌ كأكواع السباعِ شواخصٌ ... يحِلّ بها سارِ السُرَى ويجوشُ
كأنّ صدوعاً في عرانين شُمّها ... براويزُ إيوانٍ عليهِ رقُوشُ
وما لصدوعٍ أحدثَ الدهرُ راتقٌ ... وما لجروحِ الطارقاتِ أُرُوشُ

سنائنُ أخلَتْها السنونُ أسنّةً ... يُحاشُ سرابٌ فوقَها ويحوشُ
هضابٌ كأزوالِ الشياطينِ سجّدٍ ... ألدُّ إليها أعيناً فتجيشُ
أماطَ لها وجهُ الدهورِ لثامَهُ ... فأوحشَ منها مربعٌ وجميشُ
سقى الله من نَوْفٍ مواطىءَ رجلِها ... إلى (الشِمْلِ) صوبٌ ضمّها وجحيشُ

سقَتْها المزون الغُرُّ كُلَّ مُرِنّةٍ ... بحورٌ تدلّى دلْوها وطشيشُ
سحابٌ يُتِمّ العدّ سبعين ليلةٍ ... تحنُّ إليهِ ناقةٌ وهشوشُ
تَرَى حين يلقى مشرقاً منهُ مغربٌ ... جيوشاً تلقّتها الصباحَ جيوشُ
كأنّ سمير البرقِ منهُ إذا سرَى ... مُحيّا حبيبٍ للحبيبِ بهيشُ

كأنّ ظِلالَ المُزْنِ فوقَ رؤوسِنا ... عرائشُ قصرٍ باسقٍ وعروشُ
كأنّ صنوج الرعدِ فيهِ نوائحٌ ... أقلّت بَنِيْهِنّ الغداةَ نعُوشُ
كأنّ حُبابَ الماء في دوَرَانِها ... على القاعِ من عالِ السحابِ قُرُوشُ
تَرَى لصليعِ الأرضِ منهُ ذوائبٌ ... تُكَدُّ وما للماء منهُ مشوشُ

كأنّ شقوقَ الماءِ فوقَ حزومِها ... خدودٌ نضَتْ منها الدماءَ خُدُوشُ
تَنُضُّ عيونُ الماءِ عنها ترابَها ... كما نضَّ جِلبابَ الهوانِ كَمِيشُ
تَرَى أرجُلَ البهلولِ وسْطَ وحولِهِ ... مساويطَ أُدْمٍ زُلَّ منهُ جشيشُ
سقى الله نَوْفَاً ليسَ نَوْفٌ هوَ اسمُها ... ليسَ لها في النائفاتِ نقيشُ

جهِشتُ إلى الأطلالِ منها صبابةٌ ... فعينيَ ما دبّ الزمانُ تجوشُ
تعلّقَ قلبي قلبَها الحيّ عِلْقَةً ... تَعَلّقَ أطراف الغصونِ عريشُ
لها في فؤادي كُلّ ما عَرَضَ اسْمُها ... ظوامٍ تحنُّ حائلٌ وفَريشُ
أو انّ ذئاباً لحْمَ جوفي تناهشَتْ ... وإنّي لَمِنْ قبل الذئابِ نَهِيشُ

عدا مخلبٌ والاهُ في إثْر مِخْلَبٍ ... فكُلي وهل يُجْدي الضمادُ كُدُوشُ
أبى الله لي من زهْرَةِ الغارِ قُرْبَةً ... لعلّ لها بعد العروشِ رفوشُ
يعيبُ عليّ القومُ مدحي لأهلِها ... وقد خذلونيّ والمديحُ فشوشُ
أيا لائميْ إنْ يخذلوني فشأنُهم ... ولي دونهم عضْب الحديدةِ حوشُ

وكيف إلى ذمّي لهم ؟ وهمُ هُمُ ... قرومٌ لهم في المُقعِدات جهوشُ
أسود الشرى من كعبِها وكلابِها ... ملوكٌ لهم في السامقاتِ عروشُ
ولا عيبَ فيهم غيرُ تأبينُ غايتي ... يعيّرُني فقر الجيوب نجوشُ
لأبناء عمٍّ لا يُضام بنَ عمِّهم ... أعزّ وللأمْر الخفيِّ بشيشُ

على ما تعالوا عن مقامي مقامَهم؟ ... وقد كنتُ أثني دونَهم وأهوشُ
فوالله ما زادوا عليّ بفضلةٍ ... إذ العِيْنُ عُوْرٌ والهِزَبْرُ فرِيشُ
وإني لأزكى العالمينَ سجيّةً ... ولي موقفٌ عند اللقاءِ وحيشُ
أكِرُّ إذا فرّوا وأبدو إذا اتّقوا ... وأحمي حمى ما لا حموا وأحيشُ

أنا مَنْ توسّدت الجماجمَ عنوَةً ... لي الأرضُ عرشٌ والسماءُ عريشُ
فصعْصعَةٌ جدي إذ الأبُ عامرٌ ... أموتُ ومجدُ العامريَ يعيشُ
ورِثتُ عظيمات المكارمٍ منهُمُ ... ولي منتهى القولات حينَ تبوشُ
على الراحِ مني ملتقى النُبْلِ والندى ... ولي في علاها مفرشٌ وبروشُ

تحمّلُنِي سبع العشائر حِملَها ... ويحْمِلُنِي عند النوائب رِيْشُ
مَهِيْبٌ من الجَدّينِ والسِلْمُ قائمٌ ... كما هابني عند السبابِ بطيشُ
أنوشُ من الطولاتِ كُلّ قصيّةٍ ... أنوشُ ومثليْ للطوَالِ ينوشُ
وإني إذا مالله يوماً أحاطني ... بفضلٍ لذي الحَوْجِ السؤولِ هشيشُ

نَدِيٌّ ولم يندَ الثريّ إذالثرى ... مِن الضُرِّ مصفرُّ النباتِ جميشُ
وتسمو عيوني نظرةٌ بعدَ نظرةٍ ... فما لدّها نحو الترابِ قشيشُ
وأرفعُ نفسي عن جدالٍ يُهِينُها ... إذا ما أصرَّ أحمقٌ وفيوشُ
لحى الله قوماً فصلُها قبلَ وصلِها ... على نصلِها عِزَّ النهارِ تدوشُ

هويتُ من الحُمْرِ العتاقِ عِرابَها ... ولستُ بِمَنْ أرْضَتْ هواهُ كَدِيشُ
تأبّطتُ للسبع العِجافِ مهنّداً ... ورُمحاً إذا خاش الشقيّ يخوشُ
لِمِثْلِيْ ذواتُ الحمْلِ تُسْقِطُ حَمْلَها ... وسيفي كمبريّ اليراعِ رهيشُ
ولِيْ حَرْبَةٌ كالدابِ مصقولُ حَدِّها ... لها في الرقاب الطافحاتِ رعيشُ

بِيَوْمٍ كأنّ الليلُ جُنْحَ عسامِهِ ... رؤوس العِدا ممّا أثَرْنَ عُشُوشُ
أما أحَدٌ يُنْبِيْكِ يا نَوْفُ أنّني ... سليلُ الملوكِ الأعظمينَ جرِيشُ
فلله قومٌ من هلال بن عامرٍ ... أكضُّ لَهُمْ من أدمُعِي وأموشُ
لَكَمْ كنتُ أنعاهم إذا أظلمَ الدُجى ... إلى الصبحِ والقفرُ الوحيشُ وحيشُ

كأنّي بعيني عِشْتُ بالأمسِ معهُمُ ... وقد طار بي عند الطلولِ مَرِيشُ
إلى مُعتلى قصرٍ يقولون أنّه ... لعامرَ قيسٍ ما بناهُ هشيشُ
فأورَثَهُ قِسْراً ذيابَ بنَ غانمٍ ... على التاجِ مِنْهُ أسطرٌ ونقوشُ
تَحِفُّ بِهِ العبدان من كُلّ جانبٍ ... وَحَجَّ لَهُ ذو فاقةٍ وقَرِيْشُ

بقصرٍ غذوا جدرانهُ ماء فضّةٍ ... كأنّ شِعافَ الزهرِ فيهِ حُفُوشُ
فأسفلُهُ دَوْمٌ وأعلاهُ دِيمةٌ ... كأنّ حبوبَ المسْكِ فيهِ قشوشُ
على صَرْحِ بلقيسٍ تمثّلَ صرحُهُ ... كأنّ بلاطاً في فناءهِ شِيشُ
تَرَى الجندَ مصطفّينَ في ظِلِّ سُورِهِ ... كأسنانِ مِشْطٍ والعبيدُ خُرُوشُ

كأنّ الخطوطَ السودَ في لَبَنَاتهِ ... ثعابينُ صفصافٍ لَهُنَّ كشيشُ
وَجَدْرٍ كسَوْهُ ما تدلّت خيوطُهُ ... كأنّ على أعلاهُ سارَ حَرِيشُ
وأحواضُ زَرْعٍ كالموائدِ فوقَها ... لأسنانِ أضيافِ الملوكِ جروشُ
كأنّ قِلالَ الماءِ وَهْيَ قوائمٌ ... قواريرُ راحٍ تمتليْ وتطيشُ

كأنّ ذُرِى الديوان منهُ مدائنٌ ... مآذِنُها خُضْرُ الرؤوسِ جشوشُ
تخالُ بِهِ كُرسيَّ ذي الأمرِ كوكباً ... أضاءَ لَهُ خلفَ الوزيرِ مَرِيشُ
وتاجٌ علاهُ قد علَتْهُ جمانةٌ ... سِراجٌ لَهُ نَيُّ الجليلِ حَمِيشُ
تُبَثُّ من الإسفَنْجِ فيهِ وسائداً ... لها أبطُنٌ كأنّهنّ كروشُ

كأنّ قشير السقفِ فوقَهُ أسفَعٌ ... بِهِ عَلِقٌ مِنْ دُرِّهنّ دشيشُ
يُرِيكَ دُخان النارِ حولَ مشبّهِ ... مِن النشوِ ما لا قد يُرِيكَ حشيشُ
كأنّ كؤوس الراحِ في فوَرَانِها ... طلاءٌ بماءِ الزئبقيّ أميشُ
وكِيزانُ في أيدي الجوارِ رواعدٌ ... مصابيحُ من رِيْحٍ لَهُنَّ رعيشُ

فلله قصرٌ حالُهُ حالُ أهلِهِ ... أصابَتْهُ من غُبْرِ السنينِ جَموشُ
هو البينُ لا يرعى من الناسِ حُرْمَةً ... فَمِنْهُ بأجسادِ الرجال خُموشُ
إذا البَيْنُ في قوْمٍ أناخَ رِكابَهُ ... رأيتَ القدور الفارغاتِ تجيشُ
تطيشُ سهومٌ بعدَ طولِ إصابةٍ ... سهم المنايا لا أراهُ يطيشُ
وللناس أطباعٌ وفيها تباينٌ ... كما الغابُ أُسْدٌ وُثّبٌ وجحوشُ
like-empty