نفرن أصيلاً كسرب المها – أحمد محرم

نفرن أصيلاً كسرب المها … يثرن الهوى ويهجن الجوى

أعارضهن فيلوينني … ويمضين مبتدرات الخطى

أناشدهن ذمام الهوى … ولو ذقنه لشفين الصدى

توزعن أشطار هذا الفؤاد … فشطر هناك وشطر هنا

ورحن يضاحكهن النعيم … ويقتلني إثرهن البكى

حلفت لهن بأم الكتاب … لقد بلغ الوجد أقصى الحشا

وناشدتهن ذمام الهلال … وما فيه من رحمة ٍ أو هدى

فأقبلن من جنبات الرياض … رياحين مخضلة ً بالندى

فصافحنني فلثمت الأكف … فلما انطلقن لثمت الثرى

ذهبن يطفن على المحسنين … فحركن كل يدٍ للندى

وما كان ذلك من همهن … ولا هن ممن حرمن الغنى

ولكنهن مددن الأكف … لرأب الثأى ولكشف الأذى

رثين لجرحى كساها الحفاظ … سوابغ من علقٍ يمترى

جزى الله قوماً دعوا للنوال … ففاضت أكفهمو باللهى

ذوائب تأسو كلوم الغزاة … وتشعب منها صديع القوى

تدافعن في غمرات السماح … تدافعهم في غمار الوغى

جزى الله كل فتى ً ماجدٍ … يصون الذمار ويحمى الحمى