نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ – مصطفى صادق الرافعي

نفرةٌ ثمَّ تعطفُ الحسناءِ … وقصارى إبائهنَّ الرِّضاءُ

وذواتُ الهوى يصلنَ ولكنْ … من حقوقِ الوصالِ هذا الجفاءُ

فتأبِّي وإنما لذّةُ الحبِّ … إذا كانَ في الحبيبِ إباءُ

ما يشينُ الوصالَ أن التجافي … في حواشيهِ نقطةٌ سوداءُ

وإذا الخالُ كانَ في الخدِّ حسناً … فتمامُ الملاحةِ الخُيلاءُ

غضبٌ بعدهُ الرضا وكلما مرّ … مذاقُ السقامِ يحلو الشفاءُ

إنَّ في الحسنِ للحسانِ لعذرا … فاسلبوا المالَ يسمح البخلاءُ

أوَ لا يُعذر الجمالُ إذ ما … نظرتْ في مرآتِها الحسناءُ

سائليها يا ربَّةَ الحلي عني … ألداءِ الفؤادِ منها دواءُ

واذكري أننا على اليأسِ نرجو … ومن اليأسِ قد يكونُ الرجاءُ

أو ليسَ السماءُ يأتي عليها … كل يومٍ صبحٌ ويأتي مساءُ

وضياء النهار فيها ابتسامٌ … وظلام المساء فيها بكاء