نص المعنى – أديب كمال الدين

جئتِ لمسرح قلبي بشموعٍ من طينٍ وأصابع

غامضة الشفتين، ثيابٍ من ذهب عارٍ. وصعدتِ

إلى أقصى المنفى بخطى غامضة ودخلتِ إلى مأثرةِ

الفعل القصوى. كان المعنى يرقصُ مدهوشاً من

عري الحرفِ وعري الجسد ِالطالع منكِ

فقمتِ إلى أحرفه بنجومٍ من جمرٍ

وسيوف من نارٍ. حاصرتِ خطاه بقاع المسرح حتى

ضحك المعنى إذ ما شاهد من أسودكِ الساطع إلاّ عُرياً

من فرحٍ وسماءً مُلئتْ بالقطنِ الناصعِ، أرضاً باركها

نهرُ الأجداد فأضحتْ في هذه الساعة رملاً يعصفُ

عصفاً. أحرقتِ خطاه بقاع المسرح حتى أفْسِدَ نـَصّي

وعلا نَصُكِ. ضاعتْ أخشابُ القصة، ضاعتْ

أحداقُ اللوحة فهوى الأبيضُ في هدأتهِ والأزرقُ في

بهجتهِ والأصفر في لعنته ليقوم الأخضرُ يركب غامضَ

أسرار فضحتْ زيفاً ويقومُ الأحمرُ يغتالُ المركبَ

والأسودُ يقنطُ أرملةً ثكلى. وتغيّر حرف النصّ

إلى حلمٍ لا يحوي الساعة شيئاً. إذ كان يغني عن

حبّ فأذا ينطقُ عن حجرٍ، يصفُ الطيرَ يحلّق في

الأقصى فإذا يصفُ الكيدَ يحلّق في الأرض، فأسأل

سيدةً تهوى فنَ التمثيلِ وفن الحبّ الأسودِ أسألُ

ودمي يهذي: كيف يصيرُ الطارئ ملكاً والقاتلُ سيّدَ

لعبةِ أطفالٍ فرحوا بشموس طفولتهم يا سيدةً قتلتْ نوناً

تبحثُ عن صاد المعنى؟