نافرته البيضاء في البيضاء – ابن القيسراني
نافرته البيضاء في البيضاء … وانفصال الشباب فصل القضاء
حاكمته إلى معاتبه الشيب … لتستمطر الحيا بالحياء
فاستهلت لبينها سحب عينيه … ويوم النوى من الأنواء
يا شبابا لبسته ضافي الظل … وتبلى ملابس الأفياء
كان برد الدجى نسيما وتهويما … فأذكته نفحة من ذكاء
ذو الجهادين من عدو ونفس … فهو طول الحياة في هيجاء
من له طاعة الصوارم في الحرب … ولي الأعناق تحت اللواء
من مساع إذا عقدت على الشهب … رهانا جازت مدى الجوزاء
وسماح إذا استغاث به الآمل … لبى نداه قبل النداء
أيها المالك الذي ألزم الناس … سلوك المحجة البيضاء
قد فضحت الملوك بالعدل لما … سرت في الناس سيرة الخلفاء
قاسما ما ملكت في الناس حتى … لقسمت التقى على الأتقياء
شيم الصالحين في جتر الترك … وكم من سكينة في قباء
أنت حينا تقاس بالأسد الورد … وحينا تعد في الأولياء
صاغك الله من صميم المعالي … حيث لا نسبة سوى الآلآء
وكأن القباء منك لما ضمم … من الطهر مسجد بقباء
أنت إلا تكن نبيا فما فاتك … إلا خلائق الأنبياء
رأفة في شهامة وعفاف … في اقتدار وسطوة في حياء
وجمال ممنطق بجلال … وكمال متوج ببهاء
وإذا ما الملوك خافت سهام الذمم … زرت عليك درع الثناء
عجب الناس منك أنك في الحرب … شهاب الكتيبة الشهباء
وكأن السيوف من عزمك الماضي … أفادت ما عندها من مضاء
ولعمري لو استطاع فداك القوم … بالأمهات والآباء