م أعاذِلَ غُضِّي بَعض هذي الملاوِم – ابن الرومي

م أعاذِلَ غُضِّي بَعض هذي الملاوِم … وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ

فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي … يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم

إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى … ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم

على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي … ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ

وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ … إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ

دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً … هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ

إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم … وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم

ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ … وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ

أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ … حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ

كرام لآباءٍ كرام تنازعوا … تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم

تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى … إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ

ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت … وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم

رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ … لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم

تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ … من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم

وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً … وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم

به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ … قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم

ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ … غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ

ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا … بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ

رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم … بداهية تَمحو سوادَ المقادم

فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ … يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ

لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة … هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ

وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ … تُعدُّ له من سيئات الجرائم

أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني … على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم

أروح وأغدو واجما بين معشرٍ … شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم

رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه … وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم

فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها … ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ

وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم … بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم

ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً … عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم

ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي … تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم

يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ … تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم

أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي … أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم

هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما … أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم

سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً … أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم

يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ … ويقلبني من سُربتي بمغانم

فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني … بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ

ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ … يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ

أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ … بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ

يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ … وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ

ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا … مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ

وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه … وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم

بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها … ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ

وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ … بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم

يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً … لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ

جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً … فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم

وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ … تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ

يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى … قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم

إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم … وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ

فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي … يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم

إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى … ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم

على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي … ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ

وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ … إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ

دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً … هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ

إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم … وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم

ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ … وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ

أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ … حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ

كرام لآباءٍ كرام تنازعوا … تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم

تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى … إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ

ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت … وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم

رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ … لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم

تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ … من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم

وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً … وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم

به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ … قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم

ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ … غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ

ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا … بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ

رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم … بداهية تَمحو سوادَ المقادم

فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ … يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ

لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة … هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ

وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ … تُعدُّ له من سيئات الجرائم

أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني … على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم

أروح وأغدو واجما بين معشرٍ … شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم

رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه … وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم

فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها … ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ

وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم … بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم

ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً … عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم

ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي … تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم

يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ … تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم

أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي … أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم

هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما … أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم

سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً … أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم

يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ … ويقلبني من سُربتي بمغانم

فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني … بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ

ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ … يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ

أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ … بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ

يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ … وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ

ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا … مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ

وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه … وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم

بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها … ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ

وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ … بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم

يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً … لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ

جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً … فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم

وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ … تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ

يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى … قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم

إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا … إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم

يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه … ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ

يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً … يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ

ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ … مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم

على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا … فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم

أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني … إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم

أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ … عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ

وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه … يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم

فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا … وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ

إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه … فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ

يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ … وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ

وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ … مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم

تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً … ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ

وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ … رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ

رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه … كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم

كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ … أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ

إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى … نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ

نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا … به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ

ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه … إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ

رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ … فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِمص أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم

وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ … فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي

يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم … إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى

ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم … على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي

ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ … وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ

إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ … دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً

هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ … إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم

وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم … ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ

وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ … أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ

حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ … كرام لآباءٍ كرام تنازعوا

تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم … تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى

إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ … ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت

وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم … رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ

لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم … تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ

من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم … وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً

وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم … به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ

قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم … ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ

غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ … ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا

بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ … رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم

بداهية تَمحو سوادَ المقادم … فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ

يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ … لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة

هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ … وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ

تُعدُّ له من سيئات الجرائم … أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني

على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم … أروح وأغدو واجما بين معشرٍ

شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم … رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه

وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم … فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها

ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ … وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم

بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم … ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً

عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم … ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي

تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم … يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ

تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم … أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي

أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم … هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما

أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم … سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً

أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم … يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ

ويقلبني من سُربتي بمغانم … فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني

بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ … ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ

يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ … أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ

بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ … يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ

وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ … ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا

مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ … وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه

وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم … بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها

ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ … وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ

بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم … يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً

لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ … جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً

فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم … وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ

تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ … يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى

قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم … إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا

إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم … يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه

ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ … يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً

يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ … ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ

مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم … على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا

فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم … أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني

إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم … أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ

عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ … وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه

يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم … فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا

وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ … إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه

فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ … يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ

وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ … وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ

مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم … تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً

ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ … وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ

رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ … رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه

كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم … كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ

أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ … إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى

نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ … نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا

به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ … ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه

إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ … رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ

فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِم … وغانٍ عن الشورى بذكراهُ زارهُ

فآبَ ولم تُقر له سِنُّ نادم … كأني إذا يمَّمْتهُ ومُحمداً

سموتُ إلى أوسِ بن سعدى وحاتم … أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمة ً

مُوكَّلة ً بالأمهاتِ الروائمِ … وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها

بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم … دعي رعْية ً ليستْ تدومُ وعوِّلي

على خلفٍ من رِعية اللَّه دائمِ … فإنَّ الذي يُمطيني البحرَ مَرْكباً

سيحفَظُني من مَوْجه المُتَلاطِم … كِلي رعيتي عند المغيبِ إلى الذي

رعانا قديماً في غُيوبِ المشائمِ … هو الكاليءُ الراعي ونَحْنُ وغيرُنا

بعيْنَيْهِ مَرْعيُّونَ رعْيَ السوائمِ … فمَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ يرْعَوْنَ دونَهُ

نفوسهُمُ فلْيَعْتَبِر بالبهائمِ … فإنْ هي كانتْ مُلْهَماتٍ رشادها

على جَهْلها فليعترف للمُخاصمِ … ألا فاستخيري الله لي عِنْدَ رِحْلتي

فذلك أجْدى من مَلامَ اللوائم … ألا واستخِيري الله لي إنَّ جارهُ

بمَنْجًى بعبدٍ من ممرِّ القواصمِ … وظُنِّي جميلاً بالذي لم تزلْ له

عوائدُ من إحسانِهِ المُتقادمِ … وقولي ألا إنَّ اكتئاباً لشاخِصٍ

سيُعْقِبُهُ اللَّهُ ابتهاجاً بقادمِ … وقالتْ أَتَضْحي قلت للظِّلِ ذاكُمُ

فكم من نسيم هبَّ لي من سمائمِ … أيُبكيكَ سفكي ماء وجْهي برحلة ٍ

تُنَزِّهُني عن سفكه في الألائمِ … صيانة ُ وجهٍ لا أبا لك بذْلهُ

لمِا ذبَّ عنهُ الذُّلَّ يا أُمَّ سالم … وما صانَ كِنٌّ قطُّ وجْهاً أذالهُ

سؤالُ مصونِ المالِ عندَ المغارمِ … منيعِ الجَدا لو يُسألُ النِقْرَ لم يَكُن

لتأخُذَهُ في البُخْلِ لومة ُ لائمِ … أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى

تحومُ رجائي حَوْلهُ في الحوائم … ولي مثلُ إسماعيلَ عنه مُراغمٌ

وهل كأبي سهْل لحُرٍّ مُراغم … وما اكتَنَّ مُكْتَنٌّ ولاوفْرَ عنده

فلم يصْلَ نيرانَ الهُموم اللَّوازِم … وللجاحمُ المشبوبُ في القلب والحشا

أحرُّ إذا استثْبتُّ من كُلّ جاحِم … فلا تَظْلمي قلبي لوَجْهي فإنّني

أرى ظُلْم خيري شرَّ خُطّة ِ سائمِ … ولا الوجهُ أولى أن يعرض للصّلَى

من الملكِ المحجوبِ تحت الحيازِم … ونحن بنو اليونانِ قوم لنا حجا

ومجدٌ وعيدان صلاب المعاجِم … وحلمٌ كأركانِ الجبالِ رزانة ِ

وجهل تفادى منه جنُّ الصرائمِ … إذا نحنُ أصبحْنا فخاماً شؤونُنا

فلسْنا نُبالي بالوجوهِ السواهِمِ … ولسنا كأقوام تكونُ همومُهم

بياضُ المعاري وامتهادُ المآكم … لحا اللَّهُ هاتيكَ الهمومَ فإنها

همومُ ربيباتِ الحجالِ النواعِمِ … وما تتراءى في المرايا وُجوهُنا

بلى في صِفاح المرهفاتِ الصوارمِ … إذا ما انْتضيْناهاليوم كريهة ٍ

أرَتْنا وجُوه المُخْدراتِ الضراغمِ … ولم تتخذْها عند ذاك مَرائياً

كفى شاغِلاً عن ذاك حزُّ الحلاقمِ … وقد علمَتْ أن لم تُسلَّلْ نصالُها

لذلك بلْ سُلَّتْ لضربِ الجماجمِ … فتلك مرائينا التي هي حَسْبُنا

ووجهُ أبي سَهْلٍ قريعِ الأعاجمِ … إذا ما بدا للناظرين يُشبهُ

سنا رأيهِ في الحادثِ المُتَفاقمِ … فتى يلبسُ الناسُ المدائحَ كالحُلى

ويلبسها من بينهم كالتمائمِ … يُعاذُ بها وَجْهٌ وسيمٌ ومَخْبَرٌ

كريمٌ لدى أزمِ الخطوبِ الأوازِم … وإنَّ امرءا يضْحى له المدح عوذة

لمعلمُ دنيا طائلٌ في المعالم … وما الخيرُ إلا حُسنُ مرأى ً ومَخْبَرٍ

إذا نفذت يوْماً بصيرة ُ حاكم … لئِنْ راحَ مقسوماً لهُ الفضلُ إنَّهُ

لأهْلٌ له واللَّه أعدلُ قاسمِ … فمن شاء فلْيبكِ الدماءَ نفاسة ً

وإن شاءَ فليضْحك إلى فِهْر هائم … وطئتم بني نوبختَ أثبت وطْأة ٍ

وأثقلها ثِقلاً على أنْفِ راغمِ … وهُنئتُمُ مانلتُم من كرامة

إلى كرم فُزْتُمْ به ومَكارِم … وجدتُكم مثلَ الدنانيرِ أُخلِصتْ

وسائرَ هذا الخلق مثلَ الدراهمِ … ورثْتم بيوت النار والنور كلَّها

ذوي العلم قِدماً والشؤونِ الأعاظم … بيوتُ ضياء لاتبوخُ وحكمة ٍ

نُجومية ٍ منهاجُها غيرُ طاسمن أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم … وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ

فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي … يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم

إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى … ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم

على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي … ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ

وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ … إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ

دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً … هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ

إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم … وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم

ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ … وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ

أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ … حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ

كرام لآباءٍ كرام تنازعوا … تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم

تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى … إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ

ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت … وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم

رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ … لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم

تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ … من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم

وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً … وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم

به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ … قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم

ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ … غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ

ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا … بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ

رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم … بداهية تَمحو سوادَ المقادم

فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ … يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ

لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة … هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ

وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ … تُعدُّ له من سيئات الجرائم

أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني … على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم

أروح وأغدو واجما بين معشرٍ … شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم

رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه … وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم

فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها … ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ

وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم … بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم

ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً … عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم

ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي … تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم

يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ … تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم

أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي … أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم

هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما … أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم

سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً … أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم

يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ … ويقلبني من سُربتي بمغانم

فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني … بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ

ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ … يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ

أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ … بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ

يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ … وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ

ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا … مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ

وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه … وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم

بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها … ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ

وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ … بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم

يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً … لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ

جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً … فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم

وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ … تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ

يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى … قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم

إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا … إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم

يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه … ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ

يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً … يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ

ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ … مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم

على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا … فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم

أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني … إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم

أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ … عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ

وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه … يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم

فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا … وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ

إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه … فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ

يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ … وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ

وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ … مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم

تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً … ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ

وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ … رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ

رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه … كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم

كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ … أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ

إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى … نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ

نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا … به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ

ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه … إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ

رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ … فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِم

وغانٍ عن الشورى بذكراهُ زارهُ … فآبَ ولم تُقر له سِنُّ نادم

كأني إذا يمَّمْتهُ ومُحمداً … سموتُ إلى أوسِ بن سعدى وحاتم

أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمة ً … مُوكَّلة ً بالأمهاتِ الروائمِ

وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها … بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم

دعي رعْية ً ليستْ تدومُ وعوِّلي … على خلفٍ من رِعية اللَّه دائمِ

فإنَّ الذي يُمطيني البحرَ مَرْكباً … سيحفَظُني من مَوْجه المُتَلاطِم

كِلي رعيتي عند المغيبِ إلى الذي … رعانا قديماً في غُيوبِ المشائمِ

هو الكاليءُ الراعي ونَحْنُ وغيرُنا … بعيْنَيْهِ مَرْعيُّونَ رعْيَ السوائمِ

فمَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ يرْعَوْنَ دونَهُ … نفوسهُمُ فلْيَعْتَبِر بالبهائمِ

فإنْ هي كانتْ مُلْهَماتٍ رشادها … على جَهْلها فليعترف للمُخاصمِ

ألا فاستخيري الله لي عِنْدَ رِحْلتي … فذلك أجْدى من مَلامَ اللوائم

ألا واستخِيري الله لي إنَّ جارهُ … بمَنْجًى بعبدٍ من ممرِّ القواصمِ

وظُنِّي جميلاً بالذي لم تزلْ له … عوائدُ من إحسانِهِ المُتقادمِ

وقولي ألا إنَّ اكتئاباً لشاخِصٍ … سيُعْقِبُهُ اللَّهُ ابتهاجاً بقادمِ

وقالتْ أَتَضْحي قلت للظِّلِ ذاكُمُ … فكم من نسيم هبَّ لي من سمائمِ

أيُبكيكَ سفكي ماء وجْهي برحلة ٍ … تُنَزِّهُني عن سفكه في الألائمِ

صيانة ُ وجهٍ لا أبا لك بذْلهُ … لمِا ذبَّ عنهُ الذُّلَّ يا أُمَّ سالم

وما صانَ كِنٌّ قطُّ وجْهاً أذالهُ … سؤالُ مصونِ المالِ عندَ المغارمِ

منيعِ الجَدا لو يُسألُ النِقْرَ لم يَكُن … لتأخُذَهُ في البُخْلِ لومة ُ لائمِ

أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى … تحومُ رجائي حَوْلهُ في الحوائم

ولي مثلُ إسماعيلَ عنه مُراغمٌ … وهل كأبي سهْل لحُرٍّ مُراغم

وما اكتَنَّ مُكْتَنٌّ ولاوفْرَ عنده … فلم يصْلَ نيرانَ الهُموم اللَّوازِم

وللجاحمُ المشبوبُ في القلب والحشا … أحرُّ إذا استثْبتُّ من كُلّ جاحِم

فلا تَظْلمي قلبي لوَجْهي فإنّني … أرى ظُلْم خيري شرَّ خُطّة ِ سائمِ

ولا الوجهُ أولى أن يعرض للصّلَى … من الملكِ المحجوبِ تحت الحيازِم

ونحن بنو اليونانِ قوم لنا حجا … ومجدٌ وعيدان صلاب المعاجِم

وحلمٌ كأركانِ الجبالِ رزانة ِ … وجهل تفادى منه جنُّ الصرائمِ

إذا نحنُ أصبحْنا فخاماً شؤونُنا … فلسْنا نُبالي بالوجوهِ السواهِمِ

ولسنا كأقوام تكونُ همومُهم … بياضُ المعاري وامتهادُ المآكم

لحا اللَّهُ هاتيكَ الهمومَ فإنها … همومُ ربيباتِ الحجالِ النواعِمِ

وما تتراءى في المرايا وُجوهُنا … بلى في صِفاح المرهفاتِ الصوارمِ

إذا ما انْتضيْناهاليوم كريهة ٍ … أرَتْنا وجُوه المُخْدراتِ الضراغمِ

ولم تتخذْها عند ذاك مَرائياً … كفى شاغِلاً عن ذاك حزُّ الحلاقمِ

وقد علمَتْ أن لم تُسلَّلْ نصالُها … لذلك بلْ سُلَّتْ لضربِ الجماجمِ

فتلك مرائينا التي هي حَسْبُنا … ووجهُ أبي سَهْلٍ قريعِ الأعاجمِ

إذا ما بدا للناظرين يُشبهُ … سنا رأيهِ في الحادثِ المُتَفاقمِ

فتى يلبسُ الناسُ المدائحَ كالحُلى … ويلبسها من بينهم كالتمائمِ

يُعاذُ بها وَجْهٌ وسيمٌ ومَخْبَرٌ … كريمٌ لدى أزمِ الخطوبِ الأوازِم

وإنَّ امرءا يضْحى له المدح عوذة … لمعلمُ دنيا طائلٌ في المعالم

وما الخيرُ إلا حُسنُ مرأى ً ومَخْبَرٍ … إذا نفذت يوْماً بصيرة ُ حاكم

لئِنْ راحَ مقسوماً لهُ الفضلُ إنَّهُ … لأهْلٌ له واللَّه أعدلُ قاسمِ

فمن شاء فلْيبكِ الدماءَ نفاسة ً … وإن شاءَ فليضْحك إلى فِهْر هائم

وطئتم بني نوبختَ أثبت وطْأة ٍ … وأثقلها ثِقلاً على أنْفِ راغمِ

وهُنئتُمُ مانلتُم من كرامة … إلى كرم فُزْتُمْ به ومَكارِم

وجدتُكم مثلَ الدنانيرِ أُخلِصتْ … وسائرَ هذا الخلق مثلَ الدراهمِ

ورثْتم بيوت النار والنور كلَّها … ذوي العلم قِدماً والشؤونِ الأعاظم

بيوتُ ضياء لاتبوخُ وحكمة ٍ … نُجومية ٍ منهاجُها غيرُ طاسم

ترون بها ما في غدٍ رأْيَ ناظرٍ … بعين من البرهان لا وهمَ واهم

علوم نجوم في قلوبٍ كأنها … نجومٌ أُجنَّتْ في نجومِ نواجم

أريتُم بها المنصور فوزة َ قدْحِهِ … وقد ظنها إحدى الدواهي الصيالم

وأحسنتُم البشرى بفتحٍ مغيَّبٍ … تراءى له في شخصِ إحدى الهزائم

وقد كان ردَّى بالرحال ركابه … وودَّعَ دنياه وداعَ المُصارم

رأى أن أمر الطالبيين ظاهرٌ … فعاد بأكوارِ القِلاص العياهم

فطأمنتُم من جأشه ووهبتُم … له نفساًمِ الكاذباتِ الكواظم

فما رام حتى أقبلتْ بُشراؤه … مع الفتح فوق الشاحجاتِ الصلادم

وما زلتُم مصباحَ رأي ومَفْزعاً … لمَنْ بعده في المُنكرات العوارم

وأنتمْ لمن ترعَوْن حرزٌ لخائفٍ … وغوثٌ لملهوفٍ وزادٌ لرازم

إذا حزّ في الأطراف قومٌ فإنكُمْ … تحزُّون من أموالكُمْ في المعاظم

غدوْتمْ رؤوساً آلُ إسحاق هامُها … بحقهمُ والهام فوق اللهازم

أما والهدايا الداميات نحورُها … ضحى والمطايا الداميات المناسم

لقد أيَّد السلطانُ منكم بناءه … بأركانِ صدقٍ ثابتاتِ الدعائم

أعُمُّكُمُ مدحاً وأختصُّ منكُمُ … فتاكم أبا سهلٍ ولستُ بظالم

فتًى لاأسميه فتًى لحداثة … ولكن لهاتيك السجايا الكرائمِ

له رونقُ العَضْبِ الصَّقيل وحَدُّه … براعة َ أخلاقٍ وصدقَ عزائم

يضمهما غمدٌ محلًّى بحلية … أبى الله أن يحظى بها غيرُ صارم

أخو خمسِ خلاَّتٍ حسانٍ روائع … قد اتسقت فيه اتساقَ البراجم

جمالٌ وإفضال وظرف ونجدة … ورأيٌ يريه الغيب لارجمُ راجم

ومَن لكَ في الدنيا بأورعَ ماجدٍ … رقيقِ الحواشي صادقِ البأس حازم

فتًى يرأم المولى ويشمخ للعدا … بأنفٍحميٍّ لا يذل لخارم

يلين بعطفٍ غيرِ كزٍّ لعاطفٍ … ويأبى بعطفٍ غيرِ لدنٍ لهاضم

حلا لشفاه الذائقين وإنه … لكالصاب في أحلاقهم والبلاعم

يروح ويغدو مانحاً غير تاركٍ … شِماسَ المُحامي مانعاً غيرَ حارم

عطاردٌ الحُلُو الظريفُ مسالما … وبهرامٌ الشريرُ غيرَ مُسالم

فتًى حَسُنتْ أسماؤه وصِفاتُه … فأضحتْ وُشُوقاً في بطونِ المعاصم

ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحه … إذا لاستلذَّ الناسُ لذْعَ المياسم

رأيتُ الورى من عالم غيرِ عاملٍ … إذا اختُبِروا أو عاملٍ غيرِ عالم

وأما أبو سهل فإني رأيته … بِمُجتَمع الخيرات لا زعمَ زاعم

طلبتُ لديه المالَ والعلمَ راغباً … فألفيتُه بعضَ البحورِ الخضارمِ

وعُذتُ به من كل شيء أخافُه … فألفيتُه بعضَ الجبال العواصمِ

أجاب دعائي إذ دعوتُ معاشراً … فمنْ نائم عني ومِنْ مُتناوم

بتلبية ٍ لا أحفِلُ الدهرَ بعدها … بذي صَمَم عني ولا مُتصامم

وأعْجبْ بمَنْ يُدْعى سواه فينبري … مجيباً عن المستبهِم المتعاجم

فتًى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينه … رأوْها بأذكى من عُيونِ الأراقم

رأى داءَ مجد المرء فضل ثرائه … كما داءُ جسم المرء فضلُ المطاعم

فأنحى على فضل الثراء بجوده … ومازال للأدواء أحسم حاسم

أقول لمن يسعى لشق غُباره … سيُعييكُم تَوْثابُ تلك الجراثم

فخلوا مراعاة الأماني إنني … أراكمْ بها في حال يقظانَ حالم

وقتكَ أبا سهلٍ يدُ الله إنني … أراك يداً دفَّاعة ً للعظائم

وعشتَ بمقذى من عيون شوانىء … سعيداً بِمَدْمًى من أنوفٍ رواغم

ومَشْجى حلوق لاتسيغك بغضة … ومَدْوَى صُدورٍ كامناتِ السخائم

تُجَدِّدُ آثار الملوك ولم تزل … لما أسَّسوه بانياً غيرَ هادم

نشرتَهُمُ عن حسن فعلٍ فعلتَه … فواتِحهُ موصولة ٌ بالخوائم

فأصبح حيًّا أحدثُ القوم معهداً … ومن كان في أُولى العصور القدائم

وما كافأ الأخلافُ أسلافَ قومهم … بأفضلَ من نشر العظام الرمائم

إليكَ ركبنا بطن جوفاء جونة ٍ … تخايلُ في درعِ من القار فاحِمِ

نُواهقُ أشباهاً لها ونظائراً … مُلمَّعة ً بالودع سُفْعَ الملاطم

إذا هي قيستْ بالنُّسور تشابهتْ … بأجنحة ٍ خفاقة ٍ وخراطم

نُسورٌ وليستْ بالفراخ فتَزْدهي … إذا شاغبتْ موجاً ولا بالقشاعم

تطير على أقفائها وظهورهاه أعاذِلَ غُضِّي بَعْضَ هَذي الملاوِم … وكُفِّي شآبيبَ الدموعِ السواجِمِ

فما أنا بالغاوي فأُلْحى ولا الذي … يُقادُ إلى مكروهِه بالخزائم

إليك فإني لاصدوفٌ عن الهدى … ولا مُمْكِنٌ من مخطمي كلَّ خاطم

على أن هذا الدهرَ قد ضام جانبي … ولستُ حقيقا أن أقرَّ لضائمِ

وعِند ابنِ كِسْرى لابنِ قَيْصَر مَقْعَدٌ … إذا سامَهُ العصران إحدى الهضائمِ

دعيني أزرْ بالود والمدحِ معشراً … هُمُ الساهمونَ المجدَ كُلَّ مُساهمِ

إذا امتدحُوا لم يُنْحَلوا مجدَ غيرهِم … وهل تُنحلُ الأطواقَ وُرقُ الحمائم

ويَفْتَنُّ فيهم مادح بعدَ مادحٍ … وليس لصدقٍ مستتب بعادمِ

أولئك قوْمٌ قائلُ المدحِ فيهمُ … حَظِيٌّ بحظى سالمِ الدين غانمِ

كرام لآباءٍ كرام تنازعوا … تُراثَ فياريز لهُم وبهارِم

تدلّوا على هامِ المعالي إذا ارتقى … إليها أُناسٌ غيرهم بالسلالمِ

ذوُو الأوجُه البيضِ الفداعم زُيِّنت … وزيدتْ كمالاً بالرؤوس الغيالم

رؤوس مرائيسٌ قديماً تعمَّمتْ … لعمْرُكَ بالتيجانِ لا بالعمائم

تُساقُ إليهم كُلَّ يومٍ لطائمٌ … من الحمد فيها مثلُ نشرِ اللطائم

وقد جرًّبَ المنصورُ منهم نصيحة ً … وجدا سعيداُ نِعْم ركنُ المُزاحِم

به صدموا الأعداء دُونَ مُناهُمُ … قديماً فهدُّوا ركن كُلِّ مُصادِم

ولمَّا اجتباهم ذو الغناءَيْنِ صاعِدٌ … غدا وهْو مسرورٌ بهم غيرُ سادمِ

ومِنْ يُمنهِمُ إذ قلَّدوا ما تلقّدوا … بوارُ الأعادي وانقضاءُ الملاحِمِ

رمى الحائنَ المشؤومَ يُمْنَ جُدودِهم … بداهية تَمحو سوادَ المقادم

فقُلْ لبني العباسِ إذ حركوهُمُ … يدي لكم رهْنٌ بمُلكِ الأقالمِ

لتَلْقَ بني نوبختَ يوماً بأمَّة … هواك وقد هانت صِعابُ المجاسمِ

وقد غُفِرتْ للدهرِ كلُّ جريمة ٍ … تُعدُّ له من سيئات الجرائم

أسرَّكَ أني قد أقمْتُ وأنَّني … على صير أمرٍ ليس لي بمُلاوم

أروح وأغدو واجما بين معشرٍ … شماتَى بحالي كلُّهم غيْرُ واجم

رأيتُ من الآراء ماليْسَ حقُّه … وجدِّكَ أنْ يُثْنَى له عزْمُ عازِم

فجئني برأي يمْنَعُ الفُلْكَ جَرْيها … ويمْلكُ غربَ اليعْمُلاتِ الرواسمِ

وإلاّ فإني مستقِلٌّ فرائم … بِهِمَّتي العياءِ عُليا المراوِم

ولستُ إذا ما الدهرُ أصبحَ جاثِماً … عليّ بمُلْقٍ تحته بركَ جاثم

ومهما أخِمْ عنه فلست عن التي … تُبلِّغني آمالَ نفسي بخائم

يدي سائلي الأمّ الرؤوم التي غدتْ … تسومك حرمانَ الغِنى بالملاوم

أألبسطَ بالتسآلِ تستحسنين لي … أمِ القبضَ في غُل من الفقرِ آزِم

هما خُطتا خَسْفٍ ولابُدَّ منهما … أو السَّيرُ لاشيءٌ سواه لرائم

سألقى بنعمانية ِ الخير مُنْعِماً … أعيشُ بها في ظلِّهِ عيشَ ناعِم

يُعاشرني في غربتي خيرَ عِشْرة ٍ … ويقلبني من سُربتي بمغانم

فلا تُنظري جري الأيامِنِ وأْمني … بيُمنِ الذي يمَّمْتُ جَرْيَ الأشائمِ

ولاتُشْفقي من حَدِّ نحْس على امرىء ٍ … يسيرُ إلى سعدٍ لغُنْمِ غنائمِ

أخٌ لي في حُكم التفضّلِ سيدٌ … بحُكْم صميمِ الحقّ غيرُ مُوائمِ

يرى أنَّني من خيرِ حظ لصاحبٍ … وأعْتَدُّهُ من خيرِ حظٍّ لخادمِ

ويدمُجُ أسبابَ المودة ِ بيننا … مودتُنا الأبرارَ من آلِ هاشمِ

وإخلاصُنا التوحيدَ للَّهِ وحدَه … وتذبيبنا عن دينه في المقاوِم

بمعرفة ٍ لا يَقْرعُ الشكُّ بابها … ولا طعْنُ ذي طعنٍ عليها بهاجِمِ

وإعمالُنا التفكير في كُلِّ شُبْهة ٍ … بها عُجْمَة ٌ تُعيي دُهاة َ التراجِم

يبيت كِلانا في رضى الله ماخَضاً … لحِجتِه صدراً كثيرَ الهماهِمِ

جدعْنا أنوفَ الإفْكِ بالحقِ عنْوة ً … فلم نَتركْ منهُنَّ غير شراذِم

وإغرامُنا بالظرفِ من نَثْرِ ناثرٍ … تخالُ به دُرًّا ومن نظْمِ ناظمِ

يُفيدانِ آداباً يجنِّبْنَ ذا النُّهى … قِرافَ المخازي وارتكابَ المآثم

إذا نحنُ قُلْنا ماتَرَيْنَ أرَيْننا … إباحة َ معروفٍ ومَنْع محارِم

يصوبْنَ ذا الإقرارِ بالحق كلِّه … ويلْحَيْن ذا الإقرارِ عند المظالمِ

يسمِّحن ذا البخلِ الرتوبِ وتارة ً … يُشَجِّعنْ ذا الجبنِ الرَّجوفِ القوائمِ

ويُنطِقْن أهل الصمتِ في كل مَحْفلٍ … مهيبٍ كمِثلِ المأزقِ المتلاحِم

على ذاك أسَّسنا الخلالة بيننا … فهلْ مَنقم فيما اعتددْت لناقم

أعنْ مثل ذاك الحرِّ تَستَلْفتينني … إلى كُلِّ عبد الخيمِ وغدِ الشكائم

أخي ما أخي لامُرْتجي الخيرِ خائبٌ … عليه ولا ذو المدح فيه بآثمِ

وهَلْ مأثَمٌ في مدحِ من كان مدحُه … يوازِنُ عندَ اللَّهِ تسبيحَ صائم

فتًى تركَ الأشعارَ طُرًّا مدائِحا … وكانت زماناً جُلُّها في الشتائمِ

إذا هطلتْ بالعُرْفِ عشْرُ بنانِه … فقدْ هَطَلَتْ بالعُرْفِ عشْرُ غمائمِ

يقودُك مكرورُ التجاريبِ نحوهُ … وهل تَجْتوي شهْداً تجاريبُ طاعِمِ

وما ذائقٌ روحَ الحياة ِ بآجِمٍ … مذاقَتَهُ يوما ولابعْضِ آجِم

تُلاقيه مَبْغيًّا عليه مُحَسَّداً … ولسْتَ ترى في عِرْضهِ قرمَ قارمِ

وماذاك من بُقْيا العِدا غيرَ أنَّهُمْ … رأوا رمْيَه بالذامِ ذاماً لذائمِ

رقيقُ طرازِ الظَّرفِ لكنَّ جُودَه … كثيفُ الحيا ذو عارِضٍ متراكم

كتومٌ لما أولى أخاهُ مُحدِّثٌ … أخاهُ بنُعْمى اللَّهِ غيرُ مُكاتمِ

إذا الناسُ سمَّوا مايُنيلُ من اللُّهى … نوافلَ سمَّاهُنَّ ضربة َ لازِمِ

نهضْتُ إليه بالخوافي مُؤمِّلا … به أن تَريْني ناهضاً بقوادمِ

ولما أنختُ العزمَ ثم امتطيْتُه … إلى الماجدِ القمقامِ رأسِ القماقمِ

رأى حظيَ الحُسَّادُ قبلَ حُصولِهِ … فقد سلَّفوني عضَّهُم بالأباهِم

وغانٍ عن الشورى بذكراهُ زارهُ … فآبَ ولم تُقر له سِنُّ نادم

كأني إذا يمَّمْتهُ ومُحمداً … سموتُ إلى أوسِ بن سعدى وحاتم

أرائمتي رجِّي من اللَّه رحمة ً … مُوكَّلة ً بالأمهاتِ الروائمِ

وإنّ الذي تَسترْحِمُ الأمُّ لابنِها … بها وبه لاشكَّ أرْحَمُ راحم

دعي رعْية ً ليستْ تدومُ وعوِّلي … على خلفٍ من رِعية اللَّه دائمِ

فإنَّ الذي يُمطيني البحرَ مَرْكباً … سيحفَظُني من مَوْجه المُتَلاطِم

كِلي رعيتي عند المغيبِ إلى الذي … رعانا قديماً في غُيوبِ المشائمِ

هو الكاليءُ الراعي ونَحْنُ وغيرُنا … بعيْنَيْهِ مَرْعيُّونَ رعْيَ السوائمِ

فمَنْ ظنَّ أنَّ الناسَ يرْعَوْنَ دونَهُ … نفوسهُمُ فلْيَعْتَبِر بالبهائمِ

فإنْ هي كانتْ مُلْهَماتٍ رشادها … على جَهْلها فليعترف للمُخاصمِ

ألا فاستخيري الله لي عِنْدَ رِحْلتي … فذلك أجْدى من مَلامَ اللوائم

ألا واستخِيري الله لي إنَّ جارهُ … بمَنْجًى بعبدٍ من ممرِّ القواصمِ

وظُنِّي جميلاً بالذي لم تزلْ له … عوائدُ من إحسانِهِ المُتقادمِ

وقولي ألا إنَّ اكتئاباً لشاخِصٍ … سيُعْقِبُهُ اللَّهُ ابتهاجاً بقادمِ

وقالتْ أَتَضْحي قلت للظِّلِ ذاكُمُ … فكم من نسيم هبَّ لي من سمائمِ

أيُبكيكَ سفكي ماء وجْهي برحلة ٍ … تُنَزِّهُني عن سفكه في الألائمِ

صيانة ُ وجهٍ لا أبا لك بذْلهُ … لمِا ذبَّ عنهُ الذُّلَّ يا أُمَّ سالم

وما صانَ كِنٌّ قطُّ وجْهاً أذالهُ … سؤالُ مصونِ المالِ عندَ المغارمِ

منيعِ الجَدا لو يُسألُ النِقْرَ لم يَكُن … لتأخُذَهُ في البُخْلِ لومة ُ لائمِ

أبى الله وُردي حَوْضَ ذاك وأن أُرى … تحومُ رجائي حَوْلهُ في الحوائم

ولي مثلُ إسماعيلَ عنه مُراغمٌ … وهل كأبي سهْل لحُرٍّ مُراغم

وما اكتَنَّ مُكْتَنٌّ ولاوفْرَ عنده … فلم يصْلَ نيرانَ الهُموم اللَّوازِم

وللجاحمُ المشبوبُ في القلب والحشا … أحرُّ إذا استثْبتُّ من كُلّ جاحِم

فلا تَظْلمي قلبي لوَجْهي فإنّني … أرى ظُلْم خيري شرَّ خُطّة ِ سائمِ

ولا الوجهُ أولى أن يعرض للصّلَى … من الملكِ المحجوبِ تحت الحيازِم

ونحن بنو اليونانِ قوم لنا حجا … ومجدٌ وعيدان صلاب المعاجِم

وحلمٌ كأركانِ الجبالِ رزانة ِ … وجهل تفادى منه جنُّ الصرائمِ

إذا نحنُ أصبحْنا فخاماً شؤونُنا … فلسْنا نُبالي بالوجوهِ السواهِمِ

ولسنا كأقوام تكونُ همومُهم … بياضُ المعاري وامتهادُ المآكم

لحا اللَّهُ هاتيكَ الهمومَ فإنها … همومُ ربيباتِ الحجالِ النواعِمِ

وما تتراءى في المرايا وُجوهُنا … بلى في صِفاح المرهفاتِ الصوارمِ

إذا ما انْتضيْناهاليوم كريهة ٍ … أرَتْنا وجُوه المُخْدراتِ الضراغمِ

ولم تتخذْها عند ذاك مَرائياً … كفى شاغِلاً عن ذاك حزُّ الحلاقمِ

وقد علمَتْ أن لم تُسلَّلْ نصالُها … لذلك بلْ سُلَّتْ لضربِ الجماجمِ

فتلك مرائينا التي هي حَسْبُنا … ووجهُ أبي سَهْلٍ قريعِ الأعاجمِ

إذا ما بدا للناظرين يُشبهُ … سنا رأيهِ في الحادثِ المُتَفاقمِ

فتى يلبسُ الناسُ المدائحَ كالحُلى … ويلبسها من بينهم كالتمائمِ

يُعاذُ بها وَجْهٌ وسيمٌ ومَخْبَرٌ … كريمٌ لدى أزمِ الخطوبِ الأوازِم

وإنَّ امرءا يضْحى له المدح عوذة … لمعلمُ دنيا طائلٌ في المعالم

وما الخيرُ إلا حُسنُ مرأى ً ومَخْبَرٍ … إذا نفذت يوْماً بصيرة ُ حاكم

لئِنْ راحَ مقسوماً لهُ الفضلُ إنَّهُ … لأهْلٌ له واللَّه أعدلُ قاسمِ

فمن شاء فلْيبكِ الدماءَ نفاسة ً … وإن شاءَ فليضْحك إلى فِهْر هائم

وطئتم بني نوبختَ أثبت وطْأة ٍ … وأثقلها ثِقلاً على أنْفِ راغمِ

وهُنئتُمُ مانلتُم من كرامة … إلى كرم فُزْتُمْ به ومَكارِم

وجدتُكم مثلَ الدنانيرِ أُخلِصتْ … وسائرَ هذا الخلق مثلَ الدراهمِ

ورثْتم بيوت النار والنور كلَّها … ذوي العلم قِدماً والشؤونِ الأعاظم

بيوتُ ضياء لاتبوخُ وحكمة ٍ … نُجومية ٍ منهاجُها غيرُ طاسم

ترون بها ما في غدٍ رأْيَ ناظرٍ … بعين من البرهان لا وهمَ واهم

علوم نجوم في قلوبٍ كأنها … نجومٌ أُجنَّتْ في نجومِ نواجم

أريتُم بها المنصور فوزة َ قدْحِهِ … وقد ظنها إحدى الدواهي الصيالم

وأحسنتُم البشرى بفتحٍ مغيَّبٍ … تراءى له في شخصِ إحدى الهزائم

وقد كان ردَّى بالرحال ركابه … وودَّعَ دنياه وداعَ المُصارم

رأى أن أمر الطالبيين ظاهرٌ … فعاد بأكوارِ القِلاص العياهم

فطأمنتُم من جأشه ووهبتُم … له نفساًمِ الكاذباتِ الكواظم

فما رام حتى أقبلتْ بُشراؤه … مع الفتح فوق الشاحجاتِ الصلادم

وما زلتُم مصباحَ رأي ومَفْزعاً … لمَنْ بعده في المُنكرات العوارم

وأنتمْ لمن ترعَوْن حرزٌ لخائفٍ … وغوثٌ لملهوفٍ وزادٌ لرازم

إذا حزّ في الأطراف قومٌ فإنكُمْ … تحزُّون من أموالكُمْ في المعاظم

غدوْتمْ رؤوساً آلُ إسحاق هامُها … بحقهمُ والهام فوق اللهازم

أما والهدايا الداميات نحورُها … ضحى والمطايا الداميات المناسم

لقد أيَّد السلطانُ منكم بناءه … بأركانِ صدقٍ ثابتاتِ الدعائم

أعُمُّكُمُ مدحاً وأختصُّ منكُمُ … فتاكم أبا سهلٍ ولستُ بظالم

فتًى لاأسميه فتًى لحداثة … ولكن لهاتيك السجايا الكرائمِ

له رونقُ العَضْبِ الصَّقيل وحَدُّه … براعة َ أخلاقٍ وصدقَ عزائم

يضمهما غمدٌ محلًّى بحلية … أبى الله أن يحظى بها غيرُ صارم

أخو خمسِ خلاَّتٍ حسانٍ روائع … قد اتسقت فيه اتساقَ البراجم

جمالٌ وإفضال وظرف ونجدة … ورأيٌ يريه الغيب لارجمُ راجم

ومَن لكَ في الدنيا بأورعَ ماجدٍ … رقيقِ الحواشي صادقِ البأس حازم

فتًى يرأم المولى ويشمخ للعدا … بأنفٍحميٍّ لا يذل لخارم

يلين بعطفٍ غيرِ كزٍّ لعاطفٍ … ويأبى بعطفٍ غيرِ لدنٍ لهاضم

حلا لشفاه الذائقين وإنه … لكالصاب في أحلاقهم والبلاعم

يروح ويغدو مانحاً غير تاركٍ … شِماسَ المُحامي مانعاً غيرَ حارم

عطاردٌ الحُلُو الظريفُ مسالما … وبهرامٌ الشريرُ غيرَ مُسالم

فتًى حَسُنتْ أسماؤه وصِفاتُه … فأضحتْ وُشُوقاً في بطونِ المعاصم

ولو وسمَ الناسُ الجباهَ بمدحه … إذا لاستلذَّ الناسُ لذْعَ المياسم

رأيتُ الورى من عالم غيرِ عاملٍ … إذا اختُبِروا أو عاملٍ غيرِ عالم

وأما أبو سهل فإني رأيته … بِمُجتَمع الخيرات لا زعمَ زاعم

طلبتُ لديه المالَ والعلمَ راغباً … فألفيتُه بعضَ البحورِ الخضارمِ

وعُذتُ به من كل شيء أخافُه … فألفيتُه بعضَ الجبال العواصمِ

أجاب دعائي إذ دعوتُ معاشراً … فمنْ نائم عني ومِنْ مُتناوم

بتلبية ٍ لا أحفِلُ الدهرَ بعدها … بذي صَمَم عني ولا مُتصامم

وأعْجبْ بمَنْ يُدْعى سواه فينبري … مجيباً عن المستبهِم المتعاجم

فتًى لو رأى الناسُ الأمورَ بعينه … رأوْها بأذكى من عُيونِ الأراقم

رأى داءَ مجد المرء فضل ثرائه … كما داءُ جسم المرء فضلُ المطاعم

فأنحى على فضل الثراء بجوده … ومازال للأدواء أحسم حاسم

أقول لمن يسعى لشق غُباره … سيُعييكُم تَوْثابُ تلك الجراثم

فخلوا مراعاة الأماني إنني … أراكمْ بها في حال يقظانَ حالم

وقتكَ أبا سهلٍ يدُ الله إنني … أراك يداً دفَّاعة ً للعظائم

وعشتَ بمقذى من عيون شوانىء … سعيداً بِمَدْمًى من أنوفٍ رواغم

ومَشْجى حلوق لاتسيغك بغضة … ومَدْوَى صُدورٍ كامناتِ السخائم

تُجَدِّدُ آثار الملوك ولم تزل … لما أسَّسوه بانياً غيرَ هادم

نشرتَهُمُ عن حسن فعلٍ فعلتَه … فواتِحهُ موصولة ٌ بالخوائم

فأصبح حيًّا أحدثُ القوم معهداً … ومن كان في أُولى العصور القدائم

وما كافأ الأخلافُ أسلافَ قومهم … بأفضلَ من نشر العظام الرمائم

إليكَ ركبنا بطن جوفاء جونة ٍ … تخايلُ في درعِ من القار فاحِمِ

نُواهقُ أشباهاً لها ونظائراً … مُلمَّعة ً بالودع سُفْعَ الملاطم

إذا هي قيستْ بالنُّسور تشابهتْ … بأجنحة ٍ خفاقة ٍ وخراطم

نُسورٌ وليستْ بالفراخ فتَزْدهي … إذا شاغبتْ موجاً ولا بالقشاعم

تطير على أقفائها وظهورها … بمُصطخبِ التيار جم الزمازم

إذا أُعجلتْ لم يسترث طيرانُها … وإن أُمهِلتْ زفَّتْ زفيف النعائم

وقد أيقنتْ أن سوف تقطع زاخراً … إلى زاخرٍ بالعارفاتِ التوائم

وأن سوف يلقى أرْكُبَ البر رَكْبُها … لديه مُنيخي كلِّ ناج عُزاهم

هو البحرُ لا ينفك في جنباته … رُغاءُ المطايا لا نئيمُ العلاجم

رُغاءُ مطايا الراغبين خِلاله … أناشيدُ مدحٍ لم يقعْ في مشاتم

وهل مَشْتَمٌ في عرض من راح واغتدى … يرى زَوْره عِدلَ الشريك المُقاسم

وما عذرُ عافٍ لا يؤمُّكَ زائراً … ولو لم يجد إلا ظهور الشياهم

بل العذرُ مقطوعٌ ولو لم ينُؤْ به … سوى رِجْلهِ مكبولة ً بالأداهم

كأنِّي أُراني قد لقيتك ضاحكاً … إليَّ بوجهٍ سافر غيرِ قاتم

فظِلْتُ بيوم من ضيائك شامسٍ … رهين بيوم من سماحكَ غائم

وحققتَ آمالي معاً وكَفَيْتَني … هموماً كأطراف الزِّجاج اللهاذم

ولو أعرضت بيني وبينك أبحرٌ … زواخرُ تودي بالسفين العوائم

لسخَّرْتَ لي حيتانَهن حواملا … إليَّ لُها كفَّيْكَ غيرَ عواتمِ

نداكَ ندى يسعى إلى كل قاعدٍ … من الناس بل يسرى إلى كلِّ نائم

وما غاب عن مكنون صدرك غائب … وإن غاب عن عينيك يا بن الأكارم

مُنِحتُكها بيضاءَ في صدر حافظٍ … وإن مُثِّلتْ سوداءَ في رقِّ راقم

قذوفُ النَّوى جوابة ُ الأرضِ لاتني … تُقَلْقلُ في أنجادها والتهائم

غدتْ وهْيَ من حظ المسامع قد ذكت … بريّاك حتى استُنشئت بالخياشم

تسير بذكرٍ منك مازال قاطعا … بل الغَوْل طلاعاً ثنايا المخارم

صنيعة َ قوَّالٍ بفضلكَ صادع … وفي كل وادٍ لامتداحك هائم

تظل لها الأفواهُ عند نشيدها … عِذابَ الثنايا واضحات الملاغم

تُصيخ لها الآذانُ طوراً وتارة ً … يكبُّ عليها لاثماً بعد لاثم

فدونَكَها غيظاً لقوم يرونها … شجًى ناشئاً بين اللُّهى والغلاصم

إذا اكتحلوا بي مُقْبلاً فكأنما … جباهُهُمُ مزوية ٌ بالمحاجم

وقد جرَّبوا لحمي فذاقوا مرارة َ … نهتُهمْ فكفُّوا غيرَ خَرْقِ الأوارم

وما ضرَّها أن لم يُثِرْ خَطَراتِهِ … لها شيخُ يربوع ولاشيخُ دارم