مُنًى أطار الفؤادَ عنّي – ابن سهل الأندلسي
مُنًى أطار الفؤادَ عنّي … وقصَّ مِنْ شوقيَ الجناحْ
يا باخلاً بالرضَى وعمري … ينفقُ فيهِ بلا حسابْ
أصليتَ قلبي هجيرَ هجرِ … وَعْدُكَ لي فِيهِ كالسرابْ
أغرقتني للهوى ببحرِ … عمريَ فِيهِ عمرُ الحبابْ
فَلْيهنني أنني شهيدُ … أدركتُ حُلْوَ المنى مُباحْ
أنتَ من الحورِ إن تصلني … تصلْ شَهيداً بلا جُناحْ
للَّهِ مَنْ همتُ في الملامِ … مِنْ أجلِ ذكر اسمهِ لديه
هلْ دبَّ في لحظهِ سقامي … أوْ نارُ قلبي في وجنتيه
في خدهِ رونقُ الحسامِ … وحدُّه بينَ مقلتيه
أباحَ نفسي كما يُريدُ … هنّأهُ اللَّهُ ماکسْتباحْ
قد كدتُ أن أعشقَ التجني … لأنّهُ عِندهُ صَلاحْ
ضاقتْ لهجرانه الصدورُ … وعن حلاه قالٌ وقيل
عيني به للبكا غديرُ … روضتُه وجهُهُ الجميل
باعُ سلوِّي به قصيرُ … لكنَّ ليلي به طويل
للبحرِ عنْ جنحهِ جمودُ … سالَتْ لهُ أدمعي السفاحْ
كأنّما مدَّ ما جُفوني … ما غاضَ من جدول الصفاحْ
وددتُ أنَّ اعتدالَ قدهْ … يشفي به منْ على رمقْ
أو رقَّة في أديم خدِّهْ … سَرَتْ إلى قَلْبهِ فَرَقّ
تجري دُموعي حُمراً لبعدهْ … كالشمسِ إذ تعقبُ الشفقْ
ريمُ صريمٍ تخشى الكتائبْ … منْ لحظتيه صوارما
خلِّ حبيبي على صدودُ … مليحْ هُ ما يعمل الملاحْ
وصلني بو بكر أو هجرني … لسْ لي عليه في الهوى اقتراحْ