من لصبٍّ غيرِ صابرْ – ابن شيخان السالمي
من لصبٍّ غيرِ صابـرْ … ما له في الحب ناصـرْ
يطلـب النجـم وهيهـا … تَ فما قـاصٍ لقاصـرْ
بَعُـدَ الأحبـاب عـنـهُ … فهـو كالمعتـوه حائـرْ
أبـرزت أشواقـه مـا … قـد أجنّتْـه الضمائـرْ
أَودع الأحشـاء سِــرّاً … فأضاعتـه المحـاجـرْ
يـا ندامـاي رويــداً … هـذه نسمـة حـاجـرْ
خطـرت ليـلاً فأبـدت … من خباياهـا الذخائـرْ
نفضـت بـرداً عليـه … فغـدت مِسكـةَ تاجـرْ
بَـرِّدوا منهـا فـؤادي … فهـو مَحشـوُّ النوائـرْ
واجبرُوا الخاطر منهـا … فهـي جبـر للخواطـرْ
مَن مُجيري مـن أسـود … جئن في خلـق الجـآذرْ
يتحلّـيـنْ بـأفــرادِ … الـلآلـي والجـواهـرْ
يتجـرَّيـن فتـنـجـرُّ … عليـهـنَّ الـجـرائـرْ
يتطـلـبَّـن ديـونــاً … مـن قلـوب للنواظـرْ
ما على الألبـاب بـأس … إن رأت روض النواظرْ
خدمتْ بستان ذاك الحُس … نِ والخـادم حـاضـرْ
بِـيَ منهـن غــزالٌ … لا أراه غـيـر نـافـرْ
بابلـيُّ اللحـظ أحـوى … فاتِـنٌ أحـور فـاتـرْ
غصـنُ بـانٍ يتثـنـى … وعليـه القلـب طائـرْ
كلُّ عضو شِمـتَ مـن … أعْضائـهِ بـاهٍ وباهـرْ
فهـو فــرد يتثـنّـى … مرَّ بي والليـل عاكـرْ
مُـرُّهُ حـلـو ولـكـن … منـه تنشـق المرائـرْ
بـارك اللّـه لمـسـرا … كَ ولاَ مسَّـك ضائِـرْ
وهنيـئـاً لـنـفـوسٍ … أقبلـت منـك تُضافِـرْ
قَـدْكَ يـا قلبـي ويـا … نعماكَ جاءتك البشائـرْ
لو أطار البشـر جسمـاً … كنتَ يا جسمـي طائـرْ
وبمـا جـدتَ بـه يـا … دهـرٍ كفَّـرّتَّ الكبائـرْ
مثل ما جُدْتَ بوصلـي … غادةً في دهـر غابـرْ
زرتهـا خِلسـةَ وقـتٍ … بـردت فيـه الأسـاورْ
تمسـحُ الـورد بعـنّـا … بٍ وترمـي بالجواهـرْ
ثـم قالـت لـي أَهـلاً … بكَ مـن سـارٍٍ وزائـرْ
هَـكـذا الـدهــر إذا … جاد فخـذ منـه وبـادرْ
وإذا ولــىَّ فـرابـط … فـي بلايـاهُ وصابـرْ
سرَّنـي حينـاً وحينـا … طلعـت منـه بــوادرْ
قَـلَّ مـا فـي الكـف … والدَّينُ مُحيط بيَ دائـرْ
مَن مُعينـي لخلاصـي … مـن نيـوب وأظافـرْ
شـاع فقـري ومُعينـي … بعد رب الخلـق نـادرْ
ملـك بـاسـط كــفٍّ … شأنـهُ جمـعُ المفاخـرْ
سامِـكُ الرفعـةِ سـامٍ … طيِّـبُ الطلعـةِ طاهـرْ
أريحـيُّ البـذْل مِتـلا … فٌ عزيز النفس صابـرْ
ريِّـض النفـس طـوي … ل الصمتِ والفكرة ساهرْ
طالـب العلـم مـجـدٌّ … سابـق الفهـم مـبـادرْ
مكـرم العلـم وأهلـي … ه بفـضـل متـواتـرْ
يترقّـى كُــلَّ يــومٍ … في مساعيـه الفواخـرْ
بـاركَ الرحمـن فيـه … وكساه الفضـل باهـرْ
فهو في الاسلام غـوث … وحـسـام أيُّ بـاتـرْ
ملـكَ السـؤدَدَ والعَلْـي … ا فكـل فيـه ظـاهـرْ
فـارس الحلبـة سبّـاقٌ … على الخيـل الضوامـرْ
فإذا مـا ركـب الشـوّا … فَ قـال الكـل نـادرْ
إنَّما الشـواف طِـرف … مثل لمح الطَّرف غائـرْ
يفـرح الميـدان مـنـه … إن يطـأه بالحـوافـرْ
تشهـد الفرسـان كـلٌّ … عن مدى الشواف قاصرْ
فـإذا سـابـق قـالـوا … أولٌ والـكـل آخِــرْ
لونـه أبـيـض فـيـه … نقـط حمـر دوائــرْ
في سمـاء مـن لُجَيـن … أنجـم التبـر زواهـرْ
أو يواقيـت صـغـار … فرقت فـرق المناظـرْ
أو كبـرج مـن رخـام … رُكِّبـتْ فيـه الدنانِـرْ
أخـتــه شـوّافــة … والبنت منها في المظاهرْ
لـون كــل منهـمـا … أحمَـرُ قـانٍ متظاهـرْ
بهمـا مـن ارجــوان … حلّـة تعشـي النواظـرْ
أو كَحمـراوَيْ غـمـامٍ … مَرَّتـا بيـن العساكـرْ
نِعمـت الشوافـة الـي … وم إذا مـرّت كطائـرْ
بنتهـا مـا هــيَ إلا … في المدى لمحـة ناظـرْ
كلهنَّ اليوم فـي الخَـي … ل عديمـات النظـائـرْ
فــإذا المـيـدانَ أُوردْ … نَ تماشـيـن بخـاتـرْ
هزهنَّ الطَـرب المبـهِ … ج بالمشـي الخواطـرْ
ترعـد الصمعـا وكـم … تبرق والخيـل قرائـرْ
وَطَّنـت أنفسهـا للـنُّ … وَب السـود الكبـائـرْ
لا تبـالـي أسُـيـوفٌ … قـد تلاقـت أم خناجـرْ
أم عـوالٍ مشـرَعَـاتٌ … في نـواصٍ وحناجـرْ
أم زئيـر مـن أسـود … أم من الصُّمْع زماجـر
كل ذي الأهوال لـم تـد … خـل عليهـن بخاطـرْ
هـذه خيـل المـفـدّى … بهجـة المجلـس نـادرْ
مَن أبـوه فـي البرايـا … مَلـك نــاهٍ وآمــرْ
مقصد الآمال مرعى ال … فضل بحر الجود زاخرْ
كم لـه مـن مكرمـاتٍ … أعربت عنهـا المنابـرْ
سيـدي نـادر هــذي … نفثةٌ من سحـر شاعـرْ
غـادة ترضـاك كُفْئـاً … ولهـا فضلـك ماهـرْ