من النجف الى العمارة – محمد مهدي الجواهري
أنا مذ همتُ فيكمُ كانَ دأبي … أنَّ ما ترتَضون يحمله قلبي
إن تزيدوا الجوى فأهلاً وإلا … حَسبُكُم ما لقيتُ منكم وحسبي
وبحسبي من الأحبةِ ظُلماً … ان يُعَدَّ الغُلُوُّ في الحبِّ ذنبي
يعلم الناسُ ما لأكابدُ منكمْ … في سبيل الهَوى ويعلَمُ ربي
يا أبا صادقٍ أُحبُّك حُباً … ليس يبقي على اصطبار المُحِّب
إن عتَبنْا فلم يكن عن مَلال … أحسَنُ الوُدِّ ما يشاب بعَتْب
لستُ أدري عَقَقْتُ صَحبيَ لما … هِمتُ أم عَقَّني لأجلك صَحْبي
غير أني أراكَ وافقتَ طَبْعي … دونَ هذا الوَرَى وجانَسْتَ لُبي
واراني صَبّاً بأخلاقك الغُرِّ … وما كنتُ قبل ذاك بصَب
ولعَمري لقد تربيَّتُ حتى … عَرَفَ الناسُ فيكَ فضل المربي
ايُّ عيشٍ لي في العمارة رَغْدٌ … وزَمَانٌ مَضىَ هنالِك عَذْب
وأحاديثُ لا تُمَل من الوجدِ … بلَفظٍ كاللؤلؤ الرَطَبِ رَطْب
حبذا دجلةٌ وعن جانبيها … تَتَمشّى الظلالُ جَنباً لجنب
ان تَسَلْني عن الزَّمان وأهليهِ … فاني طِبٌّ بهم ايَّ طِب
عِش كما تشتهي اذا كنت خِبّاً … والزَم البيتَ إن تكنْ غيرَ خِب
ليت مولى ” حَمدان ” يُنشَرُ حياً … ليرى كيفَ حالهُ ” المتنبي “