منْ منصفي من سقيمِ الطرفِ ذي حورِ – ابن سهل الأندلسي
منْ منصفي من سقيمِ الطرفِ ذي حورِ … ركبتُ بحرَ الهوى فيه على خطرِ
ظبيٌ له صورة ٌ في الحسنِ قَد قُسِمَتْ … بَينَ الكثيبِ وبَينَ الغُصْنِ والقمرِ
آلَتْ لَواحِظُهُ ألاّ يَعِيشَ لها … قلبٌ، ولَوْ أنّهُ في قَسْوَة ِ الحجَرِ
تجمعتْ فيه أشتاتُ الجمالِ كما … للمجدِ فيهِ نظيماً كلُّ منتثرِ
يضرّجُ السيفَ في يَوْمِ الهياجِ كمَا … يدرِّجُ اللّحْظَ في خَدٍّ من الخفرِ
كراتُ عينيهِ في الأعداءِ يوم وغى … تَنوبُ عَنْهُ بفعلِ البِيض والسُّمُرِ
سيوفهُ والقنا في الحربِ فاتكة ٌ … كَفَتْكِ مقلتِهِ في القلبِ بالنظرِ
و ما انتشا كأبي العباسِ في زمنٍ … و لا يرى مثلهُ في غابرِ العمرِ
البأسُ والجودُ في كفّيْهِ قد جُمِعا … مثلُ الحديقة ِ بالحياتِ والزهرِ
هو الغمامُ يُرى رَحْماً وصاعِقَة ً … فارجُ نَداهُ وكُنْ مِنه عَلى حَذرِ
أما درى السيفُ أنْ نِيطتْ حمائِلُهُ … مِنْه على ما ازْدَرى بالصارمِ الذكرِ
تراهُ في موقفٍ للموتِ طالَ بِهِ … ذيلُ المنية ِ والأعْمارُ في قِصَرِ
بَينَ الدِّما وصَلِيلِ الهِنْدِ تحسِبهُ … أقامَ يرتاحُ بَينَ الكَاسِ والوتَرِ
كأنَّ سمرَ القنا في كفهِ قضبٌ … تلوحُ منْ فوقها الهاماتُ كالثمرِ
فبأسهُ روعَ العصيانَ منه كما … أخلاقهُ خلقتْ من ناضرِ الزهرِ
تاللهِ لو عابهُ الحسادُ ما وجدوا … عَيْباً سِوَى أنّه في خِلْقَة ِ البشرِ
يا منْ لهُ حسبٌ في المكرمات سما … مقدَّماً فَوْقَ هام الأنجُمِ الزُّهُرِ
بقاءُ غرَّ المعالي أن تدومَ لها … قدمْ ولا زلتَ معصوماً من الغيرِ