مضى حسن في ذمة الله أنسه – جبران خليل جبران
مضى حسن في ذمة الله أنسه … وذاك الضمير الحر والخلق الضاحي
برغم الندى والمحمدات بلوغه … عيشته والعمر في وقت إصباح
ورغم الندامى من أديب وشاعر … فراق أخ حلو الشمائل مسماح
أخ كان روحا للقلوب فإذ قضى … أقمنا وما قلب لشيء بمرتاح
أخ عند آمال الكرام وفاؤه … وأيامه أعياد صفو وأفراح
وكان كما يهوى الثقات وداده … وليس بنمام وليس بفضاح
وليس ينوب السوء طيب حديثه … كما لا يشوب السوء تغريد صداح
فتى الرأي والإصاح إن تك حالة … دهتك فحالت دون رأي وإفصاح
فأي سمير بعد بينك آخذ … من النفس حظا دونه مأخذ الراح
ومن لسن تجري عيون كلامه … على شبه در من معانيه وضاح
ومن فطن تذكي نوافخ فكره … فتتحف أرواح الرفاق بأرواح
ومن صانع عرفا فمغليه حيطة … ويجذل أو يوفى بلفظة تمداح
عليك سلام الله ذكرك خالد … ونجلك مرجو لسعد وإفلاح