مضى الوصلُ إلاَّ منية ً تبعثُ الأسى – ابن سهل الأندلسي

مضى الوصلُ إلاَّ منية ً تبعثُ الأسى … أُداري بها همّي إذا الليلُ عَسعسا

أتاني حديثُ الوصلِ زوراً على النوى … أعدْ ذلك الزورَ اللذيذَ المؤنسا

ويا أيّها الشّوقُ الذي جاء زائراً … أصبتَ الأماني خذ قلوباً وأنفسا

ويا أرقَ الهجرانِ باللَّهِ خلِّ لي … من النوم ما أقري الخيالَ المعرسا

كساني موسى من سقامِ حفونه … رداءً وسقاني من الحبّ أكؤسا

فلا صَرَّدَ اللَّهُ الشّرابَ الذي سقى … ولا خلَع اللَّهُ الرِّداءَ الذي كسا

تلاقت لشكوى البينِ أنفاسنا فقلُ : … شذا الروضِ في حرّ الهجيرِ تنفسا

و ناديتُ بالترحالِ عنهُ تصنعاً … لعلَّ النوى منه تلينُ ما قسا

وقلتُ: عساه إن رحلتُ يرِقُّ لي … وقد نسخَتْ لا عنده ما ادّعتْ عسى

وقال: ارضَ هجراني بديلَ النوى وقلْ: … لعلَّ منايانا تحولنَ أبؤسا

أنادي سلوي للذي حلَّ منك بي … كأني أُنادي أو أُكلّمُ أخرسا