مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ – مصطفى صادق الرافعي

مشى الجهَّلُ في طينٍ ولكنْ … أكفهمُ على حجرٍ صلودِ

كما يمشي الجبانُ وعن يديهِ … صفوفُ الحارسينَ من الجنودِ

وكم من العالمينَ أخا ذكاء … يجرُّ بهِ الذكاءُ إلى الجحودِ

أرى للعقلِ حداً في التسامي … كمرمى الباصراتِ إلى حدودِ

وإنَّ السيفَ إن لم يلف غمداً … كساهُ من الصدا شبهُ الغمودِ

وكلُّ تطرفِ العلماءِ جهلٌ … وبعضُ الجهلِ بالعلماءِ يودي

إذا انحرفَ القطارُ براكبيهِ … فقد وجدوا المحطةَ في اللحودِ

وسيانَ البصيرُ وكلُّ أعمى … إذا نظرَا إلى شيءٍ بعيدِ