مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ، – أبو فراس الحمداني
مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ، … وَمُضَامُ الهَوَى بِغَيْرِ نَصِيرِ
مَا لِمَنْ وَكّلَ الهَوَى مُقْلَتَيْهِ … بِانْسِكَابٍ وَقَلْبَهُ بِزَفِيرِ؟
فَهْوَ مَا بَينَ عُمْرِ لَيْلٍ طَوِيلٍ، … يَتَلَظّى ، وَعُمُرِ نَوْمٍ قَصِيرِ
لا أقولُ : المسيرُ أرَّقَ عيني … قدْ تناهى البلاءُ ، قبلَ المسيرِ
يا كثيباً ، منْ تحتِ غصنٍ رطيبٍ ، … يتثنى ، منْ تحتِ بدرٍمنيرِ
شَدّ مَا غَيّرَتْكَ بَعْدي، اللّيالي … يا قليلَ الوفا ، قليلَ النظيرِ
لكَ وصفي ، وفيكَ شعري ؛ ولا أعـ … ـرفُ وصفَ المؤارة ِ العيسجورِ
وَلِقَلْبِي مِنْ حُسنِ وَجْهِكَ شغلٌ … عَنْ هَوَى قاصِراتِ تِلكَ القُصُورِ
قد منحتُ الرقادَ عينَ خليٍّ … بَات خِلْواً مِمّا يُجِنّ ضَمِيري
لا بَلا اللَّهُ مَنْ أُحِبّ بِحُبٍّ، … وَشَفَى كُلّ عَاشِقٍ مَهْجُورِ
يا أخي ” يا أبا زهيرٍ ” ألي عن … ـدَكَ عَوْنٌ عَلى الغَزَالِ الغَرِيرِ؟
إنَّ لي ، مذء نأيتَ ، جسمَ مريض … و بكا ثاكلٍ ، وذلَّ أسيرِ
لمْ تزل مشتكايَ ، في كلِّ أمرٍ ، … وَمُعِيني، وَعُدّتي، وَنَصِيري
وَرَدَتْ مِنْكَ، يا بنَ عَمّي، هَدَايا … تتهادى في سندسٍ ، وحريرِ
بفوافٍ ، ألذَّ منْ باردِ الما … ءِ، وَلَفْظٍ كَاللّؤلُؤِ المَنْثُورِ
محكمٍ ، قصَّرَ ” الفرزدقُ ” و” الأخـ … ـطَلُ عَنْهُ، وَفَاقَ شِعْرَ جَرِيرِ
أنتَ لَيثُ الوَغَى ، وَحَتْفُ الأعَادي … وَغِيَاثُ المَلْهُوفِ وَالمُستَجِيرِ
طُلْتَ، في الضّرْبِ للطُّلى عن شَبيهٍ … وَتَعَالَيْتَ، في العُلا، عَنْ نَظِيرِ
كُنْتَ جَرّبْتَني، وَأنْتَ كَثِيرُ الـ … ـكَيْسِ، طَبٌّ بِكُلّ أمْرٍ كَبِيرِ
و إذا كنتَ ، ” يابنَ عمي ” ، قنوعاً … بِجَوَابي، قَنِعْتَ بِالمَيْسُورِ
هَاجَ شَوْقي إلَيكَ، حينَ أتَتْني: … «هَاجَ شَوْقُ المُتَيَّمِ المَهْجُورِ»