مري علينا يا صبا نجدٍ – مصطفى صادق الرافعي
مري علينا يا صبا نجدٍ … تشكو إليكِ مدامعي وجدي
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ … عندي من الأشواقِ ما عندي
تجري عيوني في محاجرها … ومدامعي تجري على خدِي
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا … وكأنني في جنةِ الخلدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا … طارحتُها أبدتْ كما أبدي
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا … خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها … جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ … ما دمتِ يا قلبي على وقدِ
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً … أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ … تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفي عليها كم وفيتُ لها … لو أن لهفي بعدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على … بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ … ورمتكَ عيناها على عمدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن … كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً … كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ
أعدى على كبدي هواكَ فلو … أعلمتني أن الهوى يعدي
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ … من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمل تحيتكَ الصبا فعسى … يوماً تعودُ إليكَ بالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد … صبرتْ اوانسها على بعدي
يا غادةً أرعى العهودَ لها … هل أنتِ باقيةٌ على عهدي
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ … قلبي يساعدني على الوجدِ