مدحتُك مختاراً فلم تكُ طائلاً – ابن الرومي
مدحتُك مختاراً فلم تكُ طائلاً … فلا تلْحني إنْ هجوتُك مُحْرَجا
إذا مادحٌ ارَّقْتَ عينيهِ باطلاً … كواكَ بمكْواة الهِجاء فأنضجا
ولا بدَّ من حَمْل الهجاءِ ثِقَافَهُ … على عُودِ مَمدوحٍ إذا كان أعوجا
فإن قلت سَمْجٌ ما أتيتَ فصادقٌ … وبخسُك حقّي كان من قبلُ أسمجا
على أنه لا ذنب عند ذوي النُّهى … لناقِد أرض عرَّفَ الناسَ بهرجا
رأى الناسَ يغترُّونَ منك بظاهرٍ … كذوب فجلَّى منْ غرُورِك ما دَجَا
هجاكَ فلم يترك رجاء لمَنْ رجا … جداكَ ولا بقَّى هجاءً لمن هجا
وقد كان من يرجوك في سجن حيرة … فأَوجَدهم مِن ذلك السِّجْنِ مخرجا
ألا رب غِرٍّ باعك النومَ لَيْلَهُ … وراقبَ ضوء الفجر حتى تبلّجا
يدبجُ فيك الشعر ضَلَّ ضلالهُ … فكافأتَ بالحرمانِ ما كانَ دَبَّجَا